بعد ترجل شقيقه الأصغر المرحوم ناصر في أبريل عام 2011 المخلص لامته والناصر للمقاومة ضد الصلف الإسرائيلي، يُفجع الشعب الكويتي الآن برحيل الشقيق الأكبر جاسم محمد الخرافي، احبه الجميع بكل شرائحهم وطوائفهم وقبائلهم. حتى الذين اختلفوا معه، انحنوا له إجلالا للموت واحتراما لنبل الخصام الشريف.
اليوم الكويت تنعى جاسم الخرافي، المسجد الذي كان يصلي فيه، وحسينية الشامية التي كان يرتادها في مُحرم الحرام، والدواوين التي كان يزورها بتواضع جم باختلاف مشاربها، ينقل إليها همومه وقلقه على البلاد. كان يستقبل الجميع في مكتبه أو في منزله وهو المستمع السياسي الجيد.
كنت شاهد عيان أمام بعض تلك المشاهد لاسيما أثناء تقلدي للوزارة التي كانت معنية بالعلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة، البرلمان الكويتي الذي تقلده مرات متتالية عضوا ورئيسا فيه وقائدا مفوها، استطاع بذكائه وحنكته امتصاص الاحتقان السياسي الأكثر إيلاما، واستطاع ضبط إيقاع قاعة عبدالله السالم في أوج وذروة المعارضة وحماس الموالاة، وناصحا الحكومة ومرشدا لها سرا وعلانية.
ومازالت كلماته تدوي في أرجائه يوم افتتاح الدور الانعقادي للفصل التشريعي مخاطبا
السلطتين: لابد للقانون أن يسود، والهيبة أن تعود، وللقيادة أن تعود.
في أمان الله يا بوعبدالمحسن، ولكم حسن العزاء يا شعب الكويت، وجميل الصبر يا آل الخرافي.
[email protected]