عبدالهادي الصالح
ما شاء الله حشود هائلة من بلاد العالم تجتمع في رحاب الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف بمكة المكرمة والمدينة المنورة، واقل من النادر ان ترى بينهم شجارا أو تلاسنا مهما اختلفت الأنظمة السياسية لبلدانهم، بل نرى روح الحوار تتسرب بينهم بعفوية وتلقائية ومن ذلك ما دار بين المرأة الكويتية (أم محمد) والمرأة العراقية (أم كوثر) وهذا جانب منه:
أم محمد: مبروك عليكم انسحاب القوات الأميركية من داخل مدنكم وقراكم.
أم كوثر: ليش يمه هسة منو جابهم غير انتو الكويت؟! انتو السبب!
أم محمد: احنا سخرنا الله سبحانه لنخلصكم من صدام الذي اذاقكم العذاب والهوان ثلاثين عاما!
أم كوثر: بس يمه لسه احنا مو شايفين الخير: القتل والبوق (السرقة) والغلاء والبطالة.. كهرباء ماكو الفروخ (الأطفال) يفرفرن من الحر!
أم محمد: الخير حايكم بس يبيلكم صبر، بس قولي لي أيام صدام كنتو تقدرون تغادرون الى العمرة والزيارة للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وأهل بيته؟! هل كنتم تستطيعون اقتناء «ضياء الصالحين» وهو كتاب أدعية، هل كنتم تمشون براحتكم الى العتبات المقدسة، هل تقدرون تسمعون وتشاهدون وتقرأون أخبار العالم؟!
أم كوثر: لا والله ما كنا نقدر، صدق كلامك، هسة نحچي على كيفنا ونهوس بآرائنا براحتنا! بس أم محمد انتو ليش ما تسقطون الديون والتعويضات، ترى ارقامها هواية (عالية)؟!
أم محمد: أنتو أصلا من طالبكم الآن في اوضاعكم المتردية اقتصاديا بتسديد ديونكم؟! اما التعويضات فهذه تحكمها قرارات دولية واجبة التطبيق وتتعلق بحقوق سيادية! بعدين انتو ليش حولتوها الى قضية استفزازية وشتائم في مجلس النواب عندكم فهذا اشعل فتيلة الرد عليكم من قبل نوابنا في مجلس الامة الذين يحاولون اسقاط الديون عن المواطنين الكويتيين ومو قادرين على الحكومة.. هالمرة انتو؟!
أم كوثر: بس نوابنا يطالبون الكويت بتعويضات عن تدمير العراق، لأنكم فتحتوا بلادكم للقوات الاميركية تغزونا!
أم محمد: اشمعنى الحين بس طالبوا بهذه البدعة؟ ليش ما يطالبون اميركا ودول التحالف بالتعويضات فهؤلاء أولى بهذه المطالب ان كان لكم حق فيها؟ هذه المطالبات تهويـشة للـتشويش على حجية الكويت.
أم كوثر: والله كلامك صدق! تدرين مينو اللي خلانا بها الفقر؟! هما هذول الأحزاب اللي يتعاركون فيما بينهم ويتقاسمون خيرات العراق وتاركنا احنا في الفقر!!
أم محمد: صدقيني ان مصيبتكم الحين في هؤلاء اللي تغرر بهم طالبان والجماعات التكفيرية ويبون يضربون فيما بينكم سنة وشيعة، عرب وأكراد!
أم كوثر: مو هاي المصيبة ان بعض الاحزاب يسهلون أمرهم للصيد بالماء العكر، عسى الله ينتقم منهم! بس اقلچ أم محمد، احنا قلوبنا هواية تنفتح لمن انشوفكم في الزيارة عند الحسين والعباس في كربلا وأمير المؤمنين في النجف وفي الكاظم ببغداد! وما عليك من كلام السياسة ترى احنا نشامى معاچ (نمزح معك)!
أم محمد: والله الناس اللي يزورون هذي الاماكن المقدسة يمدحون معاملاتكم واستقبالكم الحلو معنا، والحين قومي نردد الآية (أمَّن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء) الله يكشف عنكم كربتكم وكربة جميع المسلمين.
أم كوثر: آمين يا رب العالمين.