كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله الأخيرة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان تحفل ـ بحسب قراءتنا لها ـ بعدة رسائل يدور محورها حول تداعيات التفجير الآثم في مسجد الإمام الصادق عليه السلام، لعل من أهمها تلك الرسائل الأربع التالية:
1 ـ عبر ما تلاه سموه من آيات قرآنية في الصبر وشكر النعم، وإشارته إلى فضائل شهر رمضان، وطلب الدعاء في ليلة القدر، ثم ما عبر به سموه عن مشاعر الأسى واللوعة لما يواجهه العالم الإسلامي من مصائب وفتن... كلها إشارات الى أن المجتمع الكويتي، قيادة وشعبا، يدين بالإسلام، لذلك فإن دماء الجميع وأموالهم حرام، فعلى المتطرفين التكفيريين أن يدركوا مدى الجريمة الكبرى التي لطالما اقترفتها أيديهم القذرة بحق الناس المسالمين، لو كانوا يفهمون القيم الإسلامية الصحيحة.
2 ـ على الشعب الكويتي أن يستشعر نعمة الأمن والأمان والاستقرار مقارنة بما تواجهه المجتمعات الأخرى من مصائب وفوضى، لكن لا يعني ذلك عدم القيام بالتزامات الهوية الوطنية للإصلاح ومحاربة الفساد، حيث أكد سموه على الديموقراطية وحرية الرأي في ظل دستور الكويت.
3 ـ أشاد سموه بالشعب الكويتي الذي أبان عن معدنه الأصلي في أبهى صور الوحدة والتلاحم الوطني إزاء الحدث الجلل، لكن سموه طالب بأخذ الحيطة والحذر، والتركيز على بناء الشباب على الوسطية وحمايتهم من دعاة التطرف والبدع، وأن الكويت ليس حكرا لطائفة دون أخرى بل هي للجميع.
4 ـ أكد أن ظاهرة الإرهاب والاحتقان الطائفي أصبحت داء عالميا يهدد أمن المجتمعات، لذلك تستوجب تضافر الجهود مجتمعة لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليه.
من المؤكد أن هذه الإشارة موجهة الى مكونات المجتمع الكويتي من أفراد وقيادات ومؤسسات، وعلى الجميع تبنيها في الواقع العملي، فالمواطنة ليست مجرد شعار يتغنى به.
٭ يوم القدس العالمي: يقول سموه «.. يمر علينا شهر رمضان المبارك منذ سنوات عديدة وعالمنا الإسلامي يواجه ظروفا عصيبة ومصائب جمة وتحديات سياسية وأمنية خطيرة...».
نعم ما أكثر هذه التحديات ولعل القضية الفلسطينية ورمزها القدس تبقى محورا تنسج حولها المؤامرات لتشتيت الجهود والمساعي لتحريرها من قبضة العدو الصهيوني، ودعم الإرهاب والدعوة الى تكفير الآخرين لمزيد من الاحتقان الطائفي يأتيان ضمن هذه المؤامرات الخبيثة.
[email protected]