أسعد الله أيامكم وعيدكم مبارك..
مثلما تختلف آراؤنا ومواقفنا تجاه الأحداث الداخلية، فنتقبل ذلك ونعتبره من الديموقراطية، كذلك ينبغي أن يسري ذلك على الأحداث الخارجية، طبعا مشروط كل ذلك بألا يؤدي إلى التخريب الدستوري أو المساس بقوانين الدولة.
مؤخرا مررنا بحدثين:
أولهما: تحية السيد حسن نصرالله أمين حزب الله للكويت أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات، تقديرا للموقف الوطني الواحد الصلب تجاه حدث تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام، وهذا أمر يسعدنا لأن رمزنا صاحب السمو قدم للعالم نموذجا لتواجد القائد بين شعبه في المكان المصاب، فاستحق إعجابهم، وينبغي أن نواجه التحية بأحسن منها، فنرفع العقال له شكرا وتقديرا. هكذا علمنا الخلق الإسلامي، وألا نبخس الميزان بالإشارة إلى أن نصرالله عبر المقاومة الإسلامية قد مرغ وجه إسرائيل مدحورة منهزمة وانتزع منها الأراضي اللبنانية المغصوبة، في نصر عربي افتقدناه منذ زمن طويل.
ثانيهما: الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى الخمس، عندما تحسم هذه القضية ضمن ضمانات أممية ألا يحق لنا نفرح ونشعر بالارتياح على الأقل على مستوى المصالح الوطنية، لأن هذا الاتفاق سيوفر حماية للمفاعل النووي في بو شهر القريب، من تلويث مياهنا الإقليمية التي نشرب منها، كما أن شبح الحرب العالمية بين أميركا وحلفائها من جهة وإيران من جهة أخرى قد ولى بموجب هذه الاتفاقية، كما أن مجالات الاستثمار الموعودة داخل إيران ستفتح ذراعيها للرساميل الكويتية لطبيعة العلاقات الرسمية الطيبة بين البلدين وستنتعش التجارة بينهما، خاصة أن المنتجات الإيرانية مشهورة بالجودة والتطور والرخص، مثلما يفتح للكويتيين انتعاش تجارة إعادة التصدير لها... وغيرها من النتائج الإيجابية في جميع المجالات الإنسانية.
نضم صوتنا لمن دعا الى الكف عن السياسة السلبية المتشائمة مع إيران التي لم نجن منها إلا التجارب المؤلمة والمكلفة ولنتعامل بواقعية معها، نريد شراكة إيجابية بين ضفتي الخليج لننعم بمزيد من السلام والرخاء الإقليمي، فهي جار يمثل عمقا استراتيجيا للمنطقة، لم تكن الرياح تهزها لا في مبادئها الإسلامية التي أرساها روح الله الخميني، ولم تهزمها الكوارث الطبيعة والسياسية والعسكرية والاقتصادية، هكذا كانت خلال أيام الحصار الطويلة، فما بالك وهي الآن على عتبة تدشينها كدولة نووية قد أرخى العالم كله الآن ستار الحصار عنها.
[email protected]