أخونا المواطن الكويتي فايز الكندري قابع في السجن الأميركي في غوانتانامو منذ 2002 أي من حوالي 13 سنة من دون أي محاكمة عادلة أو سند قانوني لإدانته. يا ترى كم من الإنجازات الإنسانية كان يمكن أن يحققها هذا الإنسان خلال هذه الفترة الطويلة لو كان حرا؟! لم يلتق بعائلته وبأحبابه؟ أليس هذا قمة التعذيب النفسي. عدا التقارير التي نشرت عن ألوان التعذيب القاسي هناك دون أن يترك آثارا مباشرة، تبدأ من الحرمان من النوم، والوقوف طويلا، والاستفزازات الجنسية، خاصة مع المسلم المتدين!
وللأسف يجري ذلك باسم الدولة التي ترفع تمثال الحرية ووثائق الدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته أينما كان. وتبشر بالديموقراطية، وتطالب غيرها بالمحاكمات العادلة للمتهمين!
جميع الشرفاء يرفضون التكفير والقتل على الهوية الدينية في أفغانستان وفي غيرها، وهو عمل مجرم مازالت بلاد المسلمين تعاني من ويلات عصابات الإرهابيين. وما شهداء ومصابو تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام عندنا في الكويت، إلا أحد ضحاياهم المأساوية المروعة، المنطلقة من هذا الفكر التكفيري، الذي يندى له خجلا جبين المسلمين امام الانسانية.
لكن فايز الكندري ينفي انه ذهب لقتل الناس هناك، وإنما كان هناك لإغاثة الفقراء والمحتاجين. ولم تستطع المؤسسات الأمنية الأميركية على إمكانياتها الهائلة إثبات عكس ذلك! وحتى ولو ثبت عليه ذلك جدلا، فيمكن محاكمته وفقا لمعايير العدالة، وضمانات حقوق المتهم، التي ليس من بينها ممارسة التعذيب المحرمة شرعا وقانونا، كأداة للإجبار والإكراه للإدلاء بالاعتراف بما يمليه عليه الجلاد! الا يمرغ ذلك سمعة أميركا في وحل اضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان؟! ويدل على انها تعمل على دعم هذه الممارسات البشعة أو غض النظر عمن يدور في فلكها من الأنظمة السياسية الطاغية، ولو من تحت الطاولة؟!
ومع عدم وجود اي دليل للاتهام، ينبغي على أميركا ليس فك قيود المظلومين المعتقلين سنوات طويل بلا محاكمة فحسب، بل الاعتذار وتعويضهم أمام التعدي غير الإنساني وغلق هذه المعتقلات التي ترمز الى العهود الظلامية. وينبغي على المنظمات الحقوقية والإنسانية إدانة هذه الانتهاكات، ومحاكمة المسؤولين عنها كمجرمين تعدوا على حقوق الانسان.
[email protected]