مع رفع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، علم ديرتنا الكويت في قصر بيان، إيذانا ببدء الأعياد الوطنية، يثير هذا العلم الرمز في النفس شجون التحسس بقيمة هذا الرمز الذي أصله قطعة قماش!
لقد كانت حيازة هذا العلم من المحرمات في زمن الغزو البعثي الصدامي، تصل عقوبتها إلى الإعدام، بل كان من المحرمات أيضا اقتناء أي شيء يرمز للولاء للشرعية الدستورية الكويتية! كالعملة أو صور رموز قادة البلاد من آل الصباح الكرام، وكان جنود الطاغية يفتشون عن هذا العلم وتلك الصور ويبعثرون ما في الجيوب والمحفظات لعلهم يجدون ضالتهم في الولوغ في الدماء الكويتية.
ولعل المقاومة الكويتية الباسلة، والشهداء الأبرار، والعصيان المدني في الداخل، كانوا رسالة بليغة الى العالم بتمسك الكويتيين كلهم بلا استثناء برموزهم الدستورية الكويتية، وهو اعتقاد راسخ لم يزلزله توافر الفرص والمغريات التي كانت الزمرة البعثية تشيعها وتبحث عن كويتي واحد يشفي غليلها البائس، حتى تصورت أن تجد ضالتها في أوساط المعارضة السياسية الكويتية! ولكن أنّى لها ذلك. وكان المثال المشرق هو الشهيد مبارك النوت المطيري الذي كان يتغنى برموز المعارضة السياسية الكويتية، ولكنه تمسك بالعلم الكويتي، وصورة صاحب السمو أمير الكويت، ورفض قبول العملة غير الكويتية! فكان الثمن ان خذوه خارج الجمعية التعاونية التي كان يديرها واطلق الأوغاد البعثيين الرصاص على رأسه الشهم.
مهما اختلفنا فلن نختلف على وطننا وديرتنا الكويت. رسائل كثيرة تكرر الحديث عنها، تؤكد على ذلك، ولكن لايزال البعض الناشز يكرر تشغيل أسطوانة «التشكيك بالولاء الوطني» المشروخة، بلا كلل أو ملل! هداهم الله.
[email protected]