الفنان المسرحي يصطنع المشهد المأساوي ليستدر العواطف من الجمهور.
الفنان المبهر فؤاد الشطي رأيته مرات عديدة على مسرح الحياة وهو يعيش العاطفة، منها يبكي بحرقة أمام مشهد الناس على زميله الراحل الفنان ابن العم احمد عبدالرضا الصالح وهو يودعه على حافة اللحد.
يتألم بحرقة في عدم وصوله الى أصحاب العزاء لشهداء مسجد الصادق عليه السلام من فرط الصفوف الطويلة وبحكم مرضه.
سمعته كأستاذ يسرد ويحلل تاريخ المسرح العالمي.
بينما هو رئيس المسرح العربي، لكنه بصدق يتفاعل مع هموم أمته.
كان يتحفني بتعليقاته الصادقة على مقالاتي، وكان آخرها على مقال «تعهدات، لا المنع والطرد» فكتب يقول:
«بورك القلم كنا منذ الصغر مشبعين بفكرة مقاومة الاحتلال أينما كان وكنا نحمل صغارا إلى جانب مصروفنا اليومي مبلغا مماثلا له تبرعا لمنظمة التحرير الجزائرية ومن بعد منظمة التحرير الفلسطينية، وعندما تحرر جنوب لبنان ذهبنا في طائرة أميرية لتهنئة لبنان بالتحرير وكان ضمن برنامج مسبق أعد له.. الخ وما يراد منا ان نصمت وانا شخصيا أجاهر بتأييدي لكل حركات التحرير وليكن ما يكون وإلا فيسجنوا كل من شارك في مقاومة الاحتلال الصدامي.. اخي بو محمد أنا من المؤمنين بالكويت أولا وأخيرا ولكن لست مع الكيل بمكيالين مع محبتي (مع الاعتذار لإلغاء محل النقط).
وتعليقه على مقالي «الفضل في الخصوم» تأبينا للنائب المرحوم نبيل الفضل، كتب لي يقول:
«لقد أنصفت الرجل في وفاته ولا أخفيكم أخي العزيز انني في حياته الصحافية اختلف معه وكنت أبادر في نقده بقسوة وكان جوابه احترم رأيكم وكان ذا سريرة نقية وعندما كنت أقول له ان اطروحتكم تأتي على المواطن العادي فكان يجيب الوطن اهم، ولعمري يا أبا محمد انصفت الرجل بعد رحيله عن دنيانا الفانية فبورك قلمك الرشيق وبورك لكم في صحتكم وأهلكم وفي مالكم مع خالص محبتي».
كان لي فكرة عمل فني شاورته وهو قامة في الأعمال الفنية الراقية، فأشار علي بتوجيهاته المهنية ووعد بالمتابعة.
لكنه رحل «عن دنيانا الفانية»!
بو أسامة الأستاذ فؤاد الشطي، لك خالص محبتنا ودعاؤنا وصلواتنا عليك بالرحمة والمغفرة، وفي أمان الله وحفظه.
[email protected]