عبدالهادي الصالح
استجابة لدعوة كريمة من القائمة الإسلامية الطلابية قبل أيام لحضور غبقة رمضانية، حضرت بصفتي أحد الأعضاء القدماء لهذه القائمة في جامعة الكويت سنة 1980، وقد طلبوا مني كلمة في هذا الحفل الوفي فلهم الشكر والتقدير.
والواقع أن الحركة الطلابية تعد من القوى الضاغطة والمؤثرة في المجتمعات الحية، فالقوى السياسية تستمد منها العون والمؤازرة لما لدى الطلاب في هذه السن من حماس وحيوية وقد تحرروا من القيود المعيشية اليومية، ولهذا يحدثنا التاريخ البعيد والقريب عن هذه الحقيقة فالحركة الطلابية كانت حاضرة في ثورات ألمانيا والنمسا سنة 1848م والمظاهرات الطلابية أذهبت بحكم بيرون في الأرجنتين 1955، ونسفت حكومة الراي في كوريا الجنوبية 1960 وأكرهت الرئيس الأميركي الأسبق ايزنهاور على إلغاء زيارته لليابان وقوضت حكومة ابراهيم عبود العسكرية في السودان 1964 وكذلك احداث قفصة التونسية وثورة الخبز في المغرب، واحتلال السفارة الأميركية في طهران 1979 لمدة 444 يوما.
ورغم أن الحركة الطلابية الكويتية حديثة نسبيا لكنها كانت حية ومتفاعلة مع الأحداث السياسية الكويتية والعربية، فيذكر أنها كانت لها بصماتها في احداث سنة المجلس 1938 مثلما كانت لهم احتجاجاتهم على المشرف التعليمي اثناء تحصيلهم العلمي في البحرين 1941 وكذلك كانت مظاهراتهم في الشارع الكويتي 1956 ابان العدوان الثلاثي على مصر، وتأييد الوحدة الثلاثية (مصر وسورية والعراق) 1963 والاضراب الذي تم في 1965 لإشهار الاتحاد الطلابي المحلي للثانويات بعد أول تشكيل طلابي سياسي في ثانوية الشويخ 1957 ولهم الأثر الكبير في تنظيم مسيرات احتجاجية ضد أطماع المقبور عبدالكريم قاسم في ضم الكويت، والجميع ربما يذكر الاضراب الذي شل جامعة الكويت اثر إلغاء مقرر الثقافة الاسلامية 1980 وقبله الفوضى التي عمت ندوة تأييد الاختلاط في جامعة الكويت 1971، وطبيعي ان تكون للطلبة الكويتيين ردود افعالهم الموثقة ازاء فترات حل مجلس الأمة والمطالبة بالتمسك بدستور الكويت، وقد كان للقائمة الاسلامية الحرة دور بارز ضد التعصب القومي والإلغائي والمد الطائفي الذي كان يحاول المقبور صدام حسين وأعوانه تكريسه في ساحتنا الوطنية أثناء الحرب الإيرانية ـ العراقية، نتمنى على الحركة الطلابية الكويتية الحالية ان تقرأ هذا التاريخ الحافل وتحيي في الطلبة روح التفاعل الايجابي مع الأحداث الاقليمية والمحلية وأن تعبر عن آرائها إزاء هذا التدهور الحاصل في العلاقة بين السلطتين والمؤثر سلبا على التنمية الوطنية وتعطلها والتي تمثل الساحة العملية المعدة لاحتضان الطلبة الخريجين وان يكون لهم دور فاعل واستجابة مع دعوة صاحب السمو الأمير حفظه الله تعالى لنبذ التعصب الطائفي البغيض والتداعي نحو تكريس الوحدة الوطنية وإن اختلفت الرؤى، لكن للأسف الشديد وكما تشير بعض الاستطلاعات الصحافية الحالية أن هناك قطاعا من الطلبة لا يعرف حتى اسم وزير التربية!
[email protected]