في بداية نشاطات جمعيتنا (الجمعية الكويتية للإخاء الوطني) اتصلنا بشقيقته الاستاذة كوثر الجوعان، وقلنا لها نريد في باكورة أعمالنا ان نتشرف بزيارة رمز الغيرة الوطنية ووحدتها وحمايتها.. وعدتنا حالما يرجع من خارج البلاد معافى.. لكنه لم يخف سعادته وترحيبه بأخوة جمعية الإخاء. والاخوة سجلوا مشروع الزيارة للتأجيل انتظارا ولم يمحوها من برنامجهم. لكن الأجل حضر بغياب صاحبه الاستاذ الفذ حمد الجوعان الى الأبد...!
لا بد ان يكون في قلوب المتقاعدين لوعة وحزن لمن ناضل وناظر من اجل ولادة قانون التأمينات الاجتماعية الذي كفل لهم بمشيئة الله تعالى حياة كريمة. كلنا نذكر في منتصف السبعينيات ومن خلال تلفزيون الكويت وفي بداية بثه الملون، يظهر حمد الجوعان ليشرح ويبشر بهذا القانون الاجتماعي.
ويبدو انه تفطن باكرا بأن هذا المشروع وأمثاله سيكون سببا لسعابيل الفاسدين والسراق. فشمر ساعديه مطاردا ومحاربا لهم على جميع الأصعدة السياسية والتشريعية والرقابية، حتى أتعبهم وأرهقهم فلم يجدوا بدا من جريمتهم النكراء بإطلاق الرصاص عليه، لتعجزه عن حركة رجليه، لكنها كعادة الأحرار لا يمكن ان تسكت صوته او تشل ارادته.
لكن عندما وهن القدر منه العظم، باغتته قوى الفساد لتقضم جزءا عزيزا من أموال المتقاعدين وتهرب ولا تعود..الى الآن. وهذا ألم حمد، وليس ألم المرض..!
ضعيف المطيري!
مهلا مهلا! ليس ضعيفا أمام الدنيا.. ولكنه كذلك ضعيف أمام الله تعالى، قوي الإيمان والتقوى. سما بأخلاقه فلم تغره الدنيا بما اتسعت بمغرياتها. ينتفض للحق، ويزهد في الباطل. رحم الله المؤمن الحاج ضعيف الحنايا البرازي المطيري. من رواد مسجد محمد بن ابي بكر، رضوان الله عليه. والذي توفاه الله تعالى يوم السبت الماضي.
يذكرني الحاج ضعيف المطيري بمقولة للإمام علي عليه السلام:
«كان لي فيما مضى أخ في الله وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتا فإن قال بذّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفا مستضعفا فإن جاء الجد فهو ليث غاب وصل واد لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضيا، وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعا إلا عند برئه، وكان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلم، وكان إذا بدهه أمران ينظر أيهما أقرب إلى الهوى فيخالفه فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها فإن لم تستطيعوها فاعلموا أن أخذ القليل خير من ترك الكثير».
[email protected]