مثلما أشار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله تعالى، في كلمته الرمضانية السنوية اول من امس، لاستخلاص الدروس والعبر مما خلفته تلك الصراعات والحروب في بعض دول المنطقة، وكنا يوما ما ضحية عدوان غاشم من طاغوت العراق المقبور، الذي طالما وقفنا معه كشقيق عربي، كدرس لنا ولغيرنا.
لكن ربّ ضارة نافعة، عندما عادت خلاله لنا وحدتنا الوطنية في أبهى صورها حتى انتصرنا.
وعندما بدأت تتسرب إلى بعضنا أفكار التطرف الإلغائية، تسرب إلينا كذلك تكفيري ليخطف منا أعزاء من شعبنا الودود - نحتسبهم عند الله شهداء وضحايا - في تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام، وكمحاولة شيطانية - مثلما وصفها صاحب السمو الأمير - لإشعال الفتنة والفرقة والنعرات بين الكويتيين.
لكن خاب هذا العدوان الجديد خاسئا وهو حسير، أمام تآزر الشعب الكويتي، وتمسكهم بالوحدة الوطنية الجميلة.
ومع تعاظم صناعة الإثارات الطائفية، والقوى التكفيرية، وما وجدت لها من ظروف تسويقية عبر أدوات التواصل الاجتماعي الإلكتروني، ازدادت في الإقليم حدة معاول الهدم وإشاعة روح الكراهية، فكانت سببا رئيسيا لإشعال الحروب والدمار والتهجير ومصادرة الحقوق والحريات الإنسانية.
ونحن ما زلنا بحمد الله وفضله ننعم بقدر وافر وكبير من الأمن والاستقرار والرفاهية، بما سخره لنا سبحانه وتعالى من نظام دستوري صاغه الشعب الكويتي بنفسه، وبقيادة سياسية حكيمة.
فالحذر كل الحذر أن نفرط بهذه النعم، ولا بد من مواجهتها بالشكر والحمد لله تعالى.
ومن مصاديق الشكر أن ندعم الآخرين أصحاب النوايا والمبادرات الخيرة، وان ننصر إخوتنا من حولنا وفقا للهدي النبوي الشريف في هذا الصدد.
[email protected]