«بهذه العبارة العفوية أجاب المغرد في «تويتر»عن تهمة الإساءة، لتودعه النيابة السجن المركزي احتياطيا!»، خبر صحافي قرأته الأربعاء الماضي.
يكاد يجمع أهل الرأي والتعبير عنه أن حريتهم في الكويت قد تقلصت كثيرا وعجت السجون بهم بسبب كلمة أو رأي سياسي، حتى أصبح الكتاب والمغردون والمتحدثون في مواقع ووسائط التواصل الإلكتروني في توجس ورعب قبل الدلو بأي حرف، وبعضهم بدأ باستعمال فنون البلاغة العربية في الاستعارة والكناية للوصول الى مبتغاه من دون الوقوع في مصيدة القانون، والبعض بدأ يستخدم التقية وهو لا يعتقد بها!
لكن من الظلم ان يوجه الاتهام فحسب نحو القانون الذي وافق عليه مجلس الأمة، أو نحو التوصيف والتشخيص الحكومي، بل ينبغي أن يوجه الاتهام كذلك إلى هؤلاء أنفسهم ممن يدعون أنهم أصحاب الرأي، الذين لا يحترمون الرأي الآخر، ولا يوقرون معتقدات الغير، لغتهم مفردات السباب والشتائم البذيئة، وديدنهم الحط من كرامة الناس بالبهتان، وإسقاط المكونات الاجتماعية بالكذب والتزييف، لا يرقبون فيهم إلّا ولا ذمة! فهم سبب رئيسي كذلك.
هل يمكن أن تقوم للمجتمع قائمة بهذه الوقاحة الفجة، التي لا مفر من أن تتحول إلى معارك- وقانا الله شرها؟!
لكن لا يعني ذلك تبرير المبالغة في التطرف والتوجس من كل رأي مخالف لموقف ما، أو سياسة ما مهما كان محرجا مع الغير ما دام محتفظا بالمنطق والعقل، وبأسلوب كيس فطن.
وقد عاش مجتمعنا تجارب عديدة- مثلما هي المجتمعات الإنسانية- منها أن الرأي الآخر مهما كان على غير هوى الأكثرية قد يكون هو الأنجح والأصوب، وقد تكون مخالفته مكلفة جدا!
فاتهام الرأي الآخر بإطلاقه على الشبهة والمظنة وبحساسية مفرطة مدعاة لأن يتكهرب المجتمع ويتحول الى الإرهاب الفكري المدمر للرقي الإنساني في حريته التي حمتها الشرائع السماوية والدساتير الإنسانية.
[email protected]