عبدالهادي الصالح
بينما تتسارع وتيرة التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، يزداد بطء عجلة التنمية عندنا في الكويت، فآخرها كان تدشين عصر القطارات بلا سائق والأنفاق في دبي، قبل أيام، وبالأمس تم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية في حدث علمي مميز على مستوى العالم، ولا حسد في ذلك، بل غبطة للأشقاء وتمنيات بالمزيد، فعلاوة على إيجابيات هذه المنجزات، فإن ذلك – بالنسبة للكويتيين – ينقل لهم رسالة ناقدة لهم على كثرة جدلهم وكلامهم وقلة فعلهم وعملهم.
مازلت أتمنى للجهات العلمية البحثية في صناعة القرار وتفعيله ان تجري مقارنة بين تسلسل القرار عندنا وعندهم منذ ولادة الفكرة وحتى إنجازها، من المؤكد نحن لا نعدم كثيرا من الأفكار الخلاقة، ففكرة القطارات المعلقة أو تحت الأنفاق كانت موجودة كدراسة تفصيلية نهائية قبل ثلاث سنوات أي في عام 2006م، أما جامعة الشدادية فقد تكررت الدراسات والميزانيات المتوقعة لها وذلك قبل أكثر من عقد من الزمان، وقس على ذلك مستشفى جابر الأحمد ومدينة الحرير واستصلاح جزيرة بوبيان لتكون أكبر ميناء على الخليج..الخ، فماذا حصد الشعب الكويتي من كل تلك الدراسات والمشاريع الورقية إلا الكلام وخسائر مئات الملايين من الدنانير؟! وفي أحسن الأحوال حفلات وضع الحجارة الأولى للحفرة الكبرى للمستشفى المذكور أو البهرجة الإعلامية لسياج الشدادية، أليس الأجدى لهذه الجهود ولهذه الملايين ان تنفق لتخليص الكويتيين من ديونهم مادام ضياعها مؤكدا في جيوب المستفيدين من اللاتنفيذ! على الأقل إنهاء مشكلة الديون يعتبر إنجازا ضمن المعالجة المعقولة في أجواء اللامعقول من توقف التنمية عندنا!
لقد تكرر الكلام في ذلك وأصبح بديهيا، لكن المشكلة الأخطر ان جلد من بيدهم القرار من الحكومة والبرلمان بدأ يفقد الإحساس بتدني مستوى التنمية عندنا، وعشقنا الجدل وكثرة الكلام والحسد وتبين – للأسف – أنه جدل عقيم، حيث لم يلد إلا مزيدا من الجدل وقليلا جدا من الإنجاز، من المستحيل ان تكون الحريات والديموقراطية سببا في هذا العقم، فالدول الديموقراطية الغربية تشهد دائما مزيدا من التنميات عامة، لكن المشكلة في النفوس التي تتغذى على واقعنا المريض. فيا دول الخليج نطالبكم بالمزيد من الإنجازات لعل عجلة الغيرة تتحرك في دماء هذه النفوس!
[email protected]