المتسولون يزاحمون الأسواق والمساجد والحسينيات، في سوق المباركية الذي يدشن فيه الآن Wi-Fi مجانا للعموم، يجول فيه المتسولون! أمام محل التمر أو الخضراوات او السمبوسة أو حتى محل الخرداوات بو 100 فلس أو انت جالس تحتسي استكانة شاي عند قهوة الدلالوة.
وعلى أعتاب المساجد للصلاة، أو مداخل الحسينيات للعزاء.
يفسدون عليك متعة التسوق، ينغصون جلسة المطعم العائلية، يحرجون الشخصيات العامة وكبار المسؤولين!
سألت طرارا مزمنا: ألا يكفيك ما جمعته خلال هذه السنوات؟ فابتسم ابتسامة صفراء!
قلت لإحداهن وهي تتدثر بالعباءة والنقاب: سأقدم لك وجبة غداء. فولت هاربة! يريدون الأموال النقدية، لا غير!
صورة غير مشرفة للكويت أمام ضيوفها الخليجيين والأجانب.
الكويت التي تنفق مئات الملايين سنويا للفقراء والمحتاجين في العالم.
وترسل أبناءها من الهلال الأحمر واللجان الخيرية لإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وإكساء العريان.
وعندنا بيت الزكاة والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والأمانة العامة للأوقاف، والوقف الجعفري.. إلخ.
هل يليق بنا ونحن نفاخر العالم بهذه المؤسسات الإنسانية أن يوجد بيننا جائع او صاحب حاجة، او طرار يطرق الأبواب ويؤذي الناس بالإلحاح!
لا ندعو للتعسف مع هؤلاء المتسولين، ولكن للتحقيق العادل والرحيم معهم، فإن كانوا صادقين وفرت لهم وسائل العيش الكريم.
وان كانوا كاذبين ومخادعين، اخذوا الجزاء المناسب، وأراحوا الناس منهم.
وان كانوا ضحايا لثمة تقصير او ظلم - لا سمح الله - لابد من معالجته فورا.
سألت عالما متفقها: هل تنطبق عليهم الآية الكريمة «وأما السائل فلا تنهر»؟ قال: لا، وإنما هم ما يطلق عليهم «الدوارة» والذين غالبا هم من أصحاب الأموال، ومن غير الحاجة الملحة.
وأما الفقراء المحتاجون المتعففون، فمعروفون بسيماهم، لا يسألون الناس إلحافا.
[email protected]