[email protected]
هي بنت العصامي المرحوم عبدالله بن حرز، المعروف عند أهل الكويت القديمة بإتقانه نجارة الأبواب والدرايش (النوافذ) الفاخرة، وتركيب البودي الخشبي لسيارات نقل المسافرين، قبل أن تندثر فيتحول إلى تاجر معروف في بيع الساعات الرائعة في شارع الجديد في قلب العاصمة.
تشجيعه للعلم وحبه للعلماء، دفع بولده وبناته للتفوق الدراسي، والارتقاء في التخصصات الطبية والهندسية والتدريسية والتنموية، في خدمة المواطنين، ودفعه لان يستجيب لبناته للدراسة في الخارج، ومنهن بنته «فريدة» فسافرت إلى القاهرة لدراسة طب الأسنان في مطلع السبعينيات، لتعود طبيبة في وزارة الصحة التي لم تلب طموحها الواسع، فأسست عيادة فيصل للأسنان، قبل أن تتوسع إلى مستوصف خاص متعدد الخدمات الطبية.
لكن الجانب الخيري لوجه الله تبارك وتعالى، قد ملأ فؤادها وعقلها، فكانت مرهفة للعواطف الإنسانية للمحتاجين والفقراء والأيتام، ويديها مفتوحة بالكرم لتأسيس مشاريعها الخيرية باسم الكويت في أنحاء المعمورة. اكتشف أهلها في مجلس عزائها، نساء ورجال كل منهم يقول.. ذلك من خير فريدة! فكانت شديدة الحرص على صدقة السر!
يعرفها جيدا المراجع بأدائها الحقوق الشرعية، واحتياطها عن المظالم والكفارات. مثلما يتذكرها أصحاب الحملات إلى الحج والعمرة والعتبات المقدسة لأهل البيت النبوي الشريف عليهم السلام.
ولأن المؤمن مبتلى، فكانت مصداق الحديث الشريف «..إنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة..»، فقد ابتليت صابرة بأنواع من الفتن والأوجاع، وختامها كان مرضها العضال، الذي اسكت أخيرا كل آلامها، فأغمضت قريرة العين إلى رب رحيم ودود كريم، والى منزل نعيم وسدته بالبر والتقوى، مثلما قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام «ان في الجنة منزلة لا يبلغها عبد الا بالابتلاء في جسده».
كانت بالفعل فريدة في نظيراتها، جمعت بين همومها وأفعالها الخيرة، وحرزت شخصيتها عن التعدي والجشع والبطر والخيلاء، فصدق من سماها فريدة الحرز!