التحرش الديموغرافي أو العبث في تركيبة السكان وخصائصها، يعد اليوم احد أسلحة بعض الأنظمة السياسية، لمحاصرة معارضة مواطنيها، ليصبح الأغراب فيما بعد هم سادة الدولة، والمتحكمين فيها.
وكلنا نذكر تسلل البرامكة وسيطرة المماليك في الدولة العباسية، وما جرى قبلها وما بعدها. ولايزال اليوم سائدا في بعض مجتمعنا العربي.
والكويتيون يعلمون تماما متى ولماذا بدأت حملة التجنيس عندهم، وتناغم النخب ومن يتبعهم مع الأهواء الحكومية الجامحة، ودفعها نحو شرعنة تجريد المواطن من جنسيته الأصلية بدعوى عدم الولاء نتيجة لاختلافه مع الموقف الحكومي! وفي خط مواز، يتم اللعب السياسي على تجنيس البدون!
اليوم نجني ثمرات هذا العمل الديموغرافي، والسعي لتقنينه! وهو ما أثار حفيظة المتناقضين والصامتين دهرا.
والقضية برمتها تشكل تحديا لسجية الكويت الإنسانية، عندما يعاقب اليوم الأبناء والأحفاد، لخطيئة الأب، ونحن نتلو القرآن (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وتسجل في دستورنا «العقوبة شخصية»!
[email protected]