«يا بن عبدالعزيز لو بكت العين فتى من أمية لبكيتك انت نزهتنا عن السب والشتم فلو أمكن الجزاء لجزيتك»
من قصيدة كتبها الشريف الرضي في الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز، عندما رد المظالم ومنع الجور عن الموالين لآل البيت النبوي الشريف.
ويحكي التاريخ كيف عاد الظلم والجور من بعده. لكن ذلك لم يفل من جهود وكفاح أئمة البيت في دعم مصالح الامة عامة. فهذا الامام محمد الباقر عليه السلام (57-114هـ) الذي ابلغه الصحابي الجليل جابر الانصاري سلام رسول الله صلى الله عليه وآله، يقوم عليه السلام بدوره العلمي والتربوي في توعية الامة ورفع شأنها، حتى ان الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان يلجأ اليه ليعالج للدولة الاسلامية معضلتها الاقتصادية امام تهديدات إمبراطور الرومان، ويتم سك العملة الاسلامية.
لكن الظلم يستمر ففي عهد الامام علي الهادي عليه السلام (212-254هـ) تجري محاولات مستميتة في عهد الخليفة العباسي المتوكل لهدم قبر الامام الحسين عليه السلام، والتنكيل بزوار قبره الشريف، والتضييق على الامام واضطهاد مواليه، ووضعهم تحت الرقابة بعد جلبه من مدينة جده صلى الله عليه وآله الى سامراء، لكن الامام الهادي استمر في دوره الاصلاحي في توجيه الناس نحو الوعي العقائدي الاسلامي، وتعريفهم بمبادئ الاسلام في الحكم والسياسة، وما ينبغي لسيرة الحاكم العادل وأخلاقه، مما كلف الامام الهادي السجن ثم الاغتيال.
لكن جهودهما المباركة مازالت ثمارها الطيبة ماثلة حتى واقعنا اليوم.
(من مناسبات شهر رجب المحرم مولدا الإمامين الباقر والهادي عليهما السلام)
[email protected]