هذه الذكرى الثانية لشهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام، شهداء الصلاة والصيام! (9 من شهر رمضان 1436هـ) بيد الدواعش التكفيريين لعنهم الله تعالى. تلك الحادثة التي هرعت على اثرها الكويت بأسرها تلملم جرحها باكية أبناءها، يتقدمهم والد الجميع صاحب السمو أمير البلاد في مكان الانفجار المروع، ومازالت كلمته الحانية بدموعه «هذولا عيالي» بلسم المواساة، والدفع نحو إظهار الملحمة الوطنية الرائعة، وتعاطف العالم مع الكويت.
لكن آلامها تتجدد مع كل تفجير في العراق وفي مصر وفي افغانستان، في أوروبا، في افريقيا.. وفي كل مكان تمتد اليه أيدي الغدر والإجرام، تتجدد مع ألم كل جريح، مع صرخة الأرامل، وبكاء الأمهات الثكلى، وانكسار الآباء المكلومين، ودموع الأيتام، مهما اختلفت بينهم القوميات والأديان والأعراق، فالإنسانية تجمعهم، فمن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. هكذا تربية الإسلام الصحيح، الذي يفترض ان يقدم للعالم! (انظر الآية 32 من سورة المائدة).
وها هي تباشير النصر على الدواعش وأعوانهم تلوح في أفق العراق وسورية وليبيا وغيرها، بعد ان توحدت الشعوب، فتحالفت مختلف الدول مهما تباينت دوافعهم، وتنوعت أدوارهم.
والحمد لله تعالى مسخر الأشياء لإرادته جلّ وعلا.
أيها الأحباب مازلتم في قلوبنا، وفِي ضمائر الأحرار، وأنشودة في لسان الشرفاء، وكفاكم فخرا ان سقيتم بدمائكم الزاكية في سبيل الله، شجرة وحدتنا الوطنية.
رحم الله شهداءنا جميعا وشهداء وضحايا العالم، اللهم أرنا عجائب انتقامك في الظالمين، أراذل خلقك، انك على كل شيء قدير.
شكرا لمحمد الخياط وفريقه لأنشودتهم الرائعة بالمناسبة الأليمة «بين اهلنا».
[email protected]