الأوضاع المؤسفة التي تتخبط بالعلاقات العربية - العربية، كشفت عن طاقات وقوى كامنة عظيمة نمتلكها: طاقة مالية لا حدود لها، ترسانة من الأسلحة والعتاد القتالي، نوعية وعددا، قدرة هائلة على المناورة السياسة، متانة في العلاقات الدولية، آلة إعلامية ضخمة، مقروءة ومرئية وسمعية، مفكرون دهاة يخلقون الخطط الجهنمية... الخ
يقابل ذلك روح انهزامية، إبداع في خلق مشاكل ملهية، وتثير الاحتقان والتوتر في العلاقات الثنائية، تغلغل الخوف والفقر وسوء التعليم تنجم عنها أزمات إنسانية تلاحق اللاجئين والمشردين في البر والبحر!
ولم يكف ذلك، حتى ابتكر لهم عصابات داعش، لتتغذى على مواد التطرف والتكفير، المتوافرة عندهم.
لكن الأمر والأدهى أن يتم وسط هذه المأساة التناسي أو الهروب من مواجهة القضية الأولى للعرب والمسلمين والأولى بالمواجهة! ألا وهي فلسطين وعاصمتها القدس، لتستغل إسرائيل هذه الظروف التعيسة لتستكمل تنكيلها بالشعب الفلسطيني، بعد أن انفردت بهم. بل إنها أبرمت المعاهدات والتحالفات السرية، والتي بدأت تتكشف إعلاميا مع بعض الأطراف العربية.
والأمر برمته مثير للحزن والكآبة واليأس، لولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يزالون يذكرون الأمة بواجبهم المقدس تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أمثال المرحوم آية الله الإمام الخميني الذي أشار إلى أن المسلمين لو اتفقوا جميعا، كل منهم يحمل سطلا من الماء على إسرائيل لغرقت إلى الأبد! كما نحيي المقاومة الباسلة التي تريد استرداد فلسطين إلى أهلها الشرعيين، وتمنع من امتداد أحلام الصهاينة. ولعل من أضعف الإيمان في ذلك أن يتم الاحتفال في آخر جمعة من شهر رمضان لتذكير الأمة بالقدس رمز شرف الأمة.
كما نشيد بدور بلادنا الكويت أنها مازالت في موقف العداء مع إسرائيل، وإذا العالم كله اعترف بإسرائيل فستكون الكويت آخر القائمة!
[email protected]