على جانب من الدوار الذي تطل عليه الفلل الراقية في إحدى ضواحي الكويت يقف صبي تحت وهج حرارة شمس ظهيرة شهر رمضان يبيع الرقي (البطيخ الأحمر)! ورغم أن الجمعية التعاونية قريبة والتسوق فيها ممتع بأجواء باردة، إلا أنه يبدو أن المارة يقفون ليشتروا إشفاقا على الصبي وليس اشتياقا للرقي!
ومثل ذلك أمام إشارات المرور الضوئية يسير صبية صغار وهم يلوحون بالبيع لركاب السيارات بعلب المناديل الورقية أو ألعاب أطفال، معرضين أنفسهم للإيذاء!
طبعا ولا ننسى أصحاب البلاسوتات الصفراء وفواصل كنس الشارع، ومجاميع الطراروة في الأسواق وأمام المساجد ومجالس العزاء.
صورة معيبة جدا في دولة مثل الكويت! وبها هذا الكم الهائل من المؤسسات واللجان الخيرية التي تجوب العالم لإطعام وكسوة وإسكان الفقراء وتقدم لهم الخدمات التعليمية والصحية، وما أكثر المحسنين الذين لا يترددون في تقديم المساعدة للمحتاجين.
هل هذه الصورة الإنسانية التي تقدمها الكويت للعالم؟
أليس الأجدر بتلك الجهات الخيرية ودور الرعاية الاجتماعية الاهتمام بهذه الظاهرة: إما أنهم بالفعل محتاجون فيتم تلبية احتياجاتهم ورعاية أطفالهم وحفظ كرامتهم، أو يثبت أنهم نصابون يستغلون طيب الناس، وبالتالي ينبغي حماية المجتمع من كذبهم ودجلهم!
[email protected]