[email protected]
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) (الأنفال- 25)
البيئة الحاضنة لأفكار الكراهية والسذاجة السياسية هما السبب الرئيسي لهذا التراشق الطائفي، وفي ظل عجز الحكومة المتكرر عن النهوض بدور جدي ملموس في تكريس الوحدة الوطنية.
ان الجريمة الأمنية المثبتة لا يمكن تبريرها، بل مدانة في حق المجتمع الآمن، لكن أن يجري تضخيمها لاستغلالها سياسيا فهذا أمر لم نعهده في قضايا أمنية اخرى مشابهة، أو في تلك التي تدعو الى تمزيق النسيج الاجتماعي الكويتي.
إننا نخشى أن ذلك يأتي لصرف الأنظار عن القصور في تنفيذ الأحكام القضائية، وتشتيتا عن أحداث الإقليم، الذي يشهد اليوم وضعا سياسيا وأمنيا متأزما تتقاطع وتتعارض فيه مصالح دول وكيانات تتجاوز حدود المنطقة، وعلى رأسها قضية القدس الشريف والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وما تتعرض له الآن منظومة مجلس التعاون الخليجي من تحديات خطيرة.
إلا أنه وفي ظل هذا الدور الحيوي لمبادرة صاحب السمو الامير للإصلاح بين الأشقاء، فوجئت الساحة المحلية بمساعي بعض الأطراف لإثارة العناوين الطائفية وجر مكونات المجتمع الواحد إلى منزلق «فتنوي» يهدف إلى تمزيق اللحمة الوطنية والدفع نحو إخلال الكويت بتوازنها السياسي والديبلوماسي المعهود في روابطها مع الدول الشقيقة والصديقة، ما يجعلنا نتساءل عن دوافع هذه التحركات المدانة وطنيا، وما إذا كانت بمنزلة فاتورة ما متأخرة!
إننا في الوقت الذي يستنكر الشرفاء فيه كل الإثارات الطائفية ومساعي تمزيق الوحدة الوطنية ولغة التخوين وأسلوب التعميم الذي تلجأ اليه بعض الاطراف، فإننا ندعو الجميع المتشاركين في هذا الوطن الى اليقظة وتحري الدقة فيما يثار وسلوك سبيل الحكمة في معالجة القضايا والتحديات التي تمر بها البلاد، لاسيما في ظل الوضع المأزوم في المنطقة، وليكون ذلك ايضا عاملا مساعدا في إنجاح مبادرة صاحب السمو الأمير لإخراج منظومة مجلس التعاون الخليجي مما تواجهه، ولتبقى الكويت كما عهدناها محافظة على سياستها الخارجية المتوازنـة في إطار علاقاتها الدولية.