رغم جمهوره العريض، وفنه الساخر الهادف، استطاع بطلته الحلوة، وقفشاته التلقائية ان يجمع الاسرة الكويتية كلها حول مسلسلاته التي لا تمل، بل تزداد رونقا، وتعيد الابتسامات والضحكات مرات ومرات.
ما أكثر الممثلين المبدعين، ولكن ما كان يميز عبدالحسين عبدالرضا، رحمه الله، انه كان يتقمص بجدارة ودقة الرجل الكويتي في الزمن القديم، المغامر، بسجيته وصراحته، في مظهره وحركاته، وفي كلماته العتيجة.
يذكرني دائما بالمرحوم الاستاذ الفنان أيوب حسين الذي حفظ التراث الكويتي الشعبي بتفاصيله الدقيقة، بريشته الملونة وقلمه الرشيق.
لم يتدثر باسم عائلته، ولكن خلق من اسمه رمزا معشوقا للجماهير.
أذكر في مقابلة فضائية انه رفض ان يغير اسمه كمنهزم، بل بدا معتزا به، هذا الاسم كان ولا يزال حتى بعد وفاته، سببا لمرمى قلة من المتعصبين الذين يجدون في اسمه شركا بواحا!
والواقع ان كلمة عبد مفردة من العبيد الذين كانوا في التراث يخدمون سيدهم المخدوم، فهو يتشرف بأن يكون خادما لسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام، مثلما كان المرحوم والده خادما للإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام.
ونودع المرحوم الفنان المحبوب عبد الحسين عبد الرضا كما يودع في صلاة الميت الواجبة قبل دفنه:
اللهم إن هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك نزل بك وأنت خير منزول به، اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته واغفر له، اللهم اجعله عندك في أعلى عليين واخلف على أهله في الغابرين، وارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين.
[email protected]