لماذا نجح عبد الحسين عبد الرضا، ووليد العلي في جمع قلوب الكويتيين سنة وشيعة؟
بينما أبلغ البيانات الوطنية، وأنشط مؤسسات العمل الاجتماعي، وأكثر قوانين الوحدة الوطنية تشددا، فشلت في جمع عواطف مثل هذا الحشد الذي رأيناه في كل من المقبرتين متآلفاً ومحباً.
عبد الحسين لم يكن قديسا، ولم يكن خاليا من العيوب والأخطاء والتجاوزات، ولم يكن زعيما أو صاحب منصب رفيع ولا يملك جاها ثريا، لمس منه الناس فضلا! (رغم أعمال الخير له، التي بدأت تظهر من السر الى العلانية).
جاذبية عبد الحسين أنه تقمص هموم الناس: الفقير، والبدون، والمظلوم، ومعاناة الشباب، وضحية الواسطات والفساد، والطبقة المحدودة، والصامدين أثناء الغزو، والمتسلط عليه الأخ الأكبر....الخ فكان للجميع خير موصل لرسائلهم الساخرة؟ وتفريج عبوس همومهم إلى الابتسامة الضاحكة!
والشيخ وليد العلي أحبه الناس لأنه وسع أهل الكويت بأخلاقه وتسامحه، ينبذ الطائفية، ويقبل الاختلاف، ويتحاور بود، ولم يجرحهم فيما يعتقدون ويقدسون، يحزن لشهدائهم، مثلما أحزنهم بشهادته
مع رفيقه الشيخ فهد الحسيني، وهما يقدمان العون للمحتاجين في مجاهل افريقيا، فتسابق الشيعة قبل السنة لتخليدهما في بناء مؤسسات الخير باسمهما.
بينما فشلت «أغلب» المؤسسات الرسمية والأهلية، لانها بارعة في صفصفة الكلام المنمق فحسب، بينما لا يلمس الناس فيهم الا قول الشاعر:
«..واذا عتبت على السفيه ولمته
في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم»
[email protected]