يُعد أمن المواطن وسلامة الحسينيات من أولويات وزارة الداخلية، كما جاء في تصريح وكيلها الفريق محمود الدوسري، كما جاء في «الأنباء» بعددها يوم أمس الأول.
والواقع أن ما يبذله رجال الأمن في هذا الصدد من جهود مكثفة هي محل شكر وتقدير الجميع.
وما على متولي الحسينيات ومرتاديها إلا التجاوب والامتثال للإجراءات الأمنية بكل رحابة صدر وود.
وموسم عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام الذي يبدأ الآن في مستهل شهر محرم، هي تظاهرة ثقافية واجتماعية وتوعوية، عندما ينساب إليها بتلقائية وعفوية الجمهور بكل مستوياته العلمية والاجتماعية، رجال ونساء، شيبا وشبانا، يدفعهم إلى ذلك مواساتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في سبطه ابن الزهراء، وابن أبا الحسنين عليهم السلام، الذي أبى إلا أن يقف في وجه الظلم الذي يريد أن يقتطع من الإسلام هيبته وسلامة مسيره في بسط العدل ورفع الجور والعدوان على عباد الله، ومنع الفساد، وإظهار حدود الله.
وهي كلها مبادئ كررها الإمام الحسين أمام القوم الناكثين، الذي جاءوا ليقطعوا الطريق عليه، ويتصدوا للرسالة التي يأتمنها من جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غيري...» (انظر تاريخ الطبري 3/306، والكامل في التاريخ 2/525... وغيره)، وهي كلها تمثل إعلان الإصلاح في كل المجتمعات على مدى التاريخ الإنساني.
وعندما يبكيه الناس اليوم، فقد بكاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو وليد في مهده، معلنا مظلوميته، ومحذرا من الاشتراك في دمه، فعلا أو رضا!
رحم الله دعبل الخزاعي الذي قال:
وقف الزمان على ضريحك سائلا
ما السر فيك كل يوم يخطر
والناس تبكي بالمجالس كلما
اسم الحسين على المنابر يذكر
والمجد لا يهوى البقاء بمعزل
بل كان فيك المجد دوما يفخر
[email protected]