بث التاجر (ع) همومه لرفيقه في الحج المرحوم الحاج عبدالحسين بهمن (ابوموسى) قائلا: كلما خرجت من خسارة دخلت بأخرى أكبر! وتدهورت الحالة عندي، حتى اضطررت الى الديون والقروض من والدي لتعويم تجارتي، والآن انا في حيرة من أمري!
قال له بو موسى، أنا عكس ذلك تماما! فتجارتي - بفضل الله - مزدهرة جدا، وتأتيني الأموال والاستثمارات من غير حساب!
انبهر التاجر (ع) نادبا حظه المتعثر.
لكن ابو موسى بهمن استدرك صاحبه: لكن أقول لك السر في ذلك: أنا أتاجر مع الله سبحانه، أخرج الحقوق الشرعية، وأبذل مشاريعي الخيرية للمحتاجين في أنحاء المعمورة. وذلك هي أسباب البركة،فما عند الله لا ينفد أبدا.
صاحبنا (ع) عاد من الحج وبدأ يستن بسنة ابو موسى التي هي مفتاح البركة، وبالفعل بدأ يسدد خسارته، ثم تحول الى الربح الوفير، وهو الآن من كبار تجار السوق، ما شاء الله عليه.
كان المرحوم الحاج عبدالحسين بهمن - الذي انتقل الى رحمة الله تعالى في الأسبوع الماضي - دائما يقول «انا أتعامل مع الله تعالى، فمثلا عندما أتبرع بمبلغ في سبيل الله للأيتام أو بناء مساكن لهم او بناء مستشفى لعلاج الفقراء والأيتام أو مدارس ومساجد... الخ، الله سبحانه وتعالى يعوضني بعشرة أضعاف المبلغ».
كان يحب في أي عمل خيري ان يبذل منفردا على إنجازه كاملا، من الألف الى الياء.
عندما كان يدخل الحرم لأداء فريضة الحج كان دائما ينشغل بقراءة القرآن وأداء الصلاة عن أهله وأقربائه.
المرحوم كان رجلا عصاميا لم يرث من والده أموالا، بل كافح بذاته، وعلى أكتافه بنى إمبراطوريته الخيرية.
كان المرحوم لا يفارقه كتاب الله خاصة في وقت السفر في قاعة الانتظار كان دائما مشغولا بقراءة القرآن الكريم.
هنيئا لأبي موسى مشواره الخير، وهي رسالة لكل اللاهثين وراء الدنيا ليلا ونهارا: تاجروا مع الله تبارك وتعالى وتذكروا أن ما عند الله خير وأبقى.
* في هذه الأيام فقدنا مجموعة من شبابنا وهم في زهرة أعمارهم نتيجة حوادث قاتلة، منهم:
ميثم بن الحاج جواد العطار
علي منصور الأمير
عبدالرحمن حسين المعتوق
ساعد الله قلوب الآباء والأمهات والأبناء وألهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.
حفظ الله أحباءكم ورحم الله جميع المتوفين. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]