كلمة جميلة عند العراقيين، إذا طلبت شيئا منهم يقولون لك «تدلل» وهي من الدلال! اليوم الكويت التي كانت بالأمس مجروحة بالغزو البعثي العراقي، تدلل العراق بجمع ملايين الدولارات لإعادة تعمير العراق.
هكذا تدور الرحى السياسية، مثلما كانت إيران في حرب شرسة مع العراق لمدة ثماني سنوات (1980-1988) اليوم إيران هي الخط الأول للدفاع عن العراق، تمده بالعتاد والرجال، مثلما كانت الحروب العالمية الأولى والثانية قد أحرقت الأخضر واليابس بين أطرافه، اليوم معظم دوله في اتحاد عالمي لمزيد من التنمية الاقتصادية والتناغم السياسي!
الكويت في موقعها وظروفها الجغرافية، لا بد لها من المهادنة وبناء العلاقات الطيبة والمتوازنة مع الجميع حتى تأمن على الأمن الإقليمي المحيط بها، ولمزيد من الرخاء الداخلي. ولولا الله تعالى ثم هذه السياسة الحكيمة، لأصبحت ديرتنا في خبر كان، أمام هذه العواصف والاحتقانات، والتي تضغط أطرافها على الكويت للاصطفاف مع هذه أو تلك! ولعل زلة الكويت في الانحياز مع صدام في حربه تلك ضد إيران، كان تكلفتها محاولة محو الكويت من الخريطة الإقليمية عبر غزو 2 أغسطس 1990!
انتصار العراق اليوم على عدونا المشترك «الدواعش» هو كذلك نصر لنا، العراق قدم آلاف الشهداء للقضاء على هذا الطاعون، ويعلم الله كم كانت مآسينا لو كان هناك تسرب للدواعش داخل حدودنا، وكم من مسجد وحسينية وسوق ومجمع ومطعم سيكون صيدا ثمينا لتفجيراتهم الخسيسة. ولذلك وجب الحمد لله تعالى، والشكر للعراقيين.
كما ان العراق يمثل سوقا كبيرا للمنتجات الكويتية، وفرصا واسعة للاستثمار، ولا ننسى مشروع طريق الحرير الذي سيمر عبر العراق ولعل اولى محطاته ميناء مبارك المطل على البحر الإقليمي مع العراق.
وهذا لن ينسينا لوعتنا وحزننا على أعزائنا وأحبتنا المفقودين والشهداء بسبب الغزو البعثي العراقي، بل يدفعنا لأن نصحح المسار ونبني للأجيال حياة رغيدة خالية من الحروب بين الأشقاء.
كل الدعم للمبادرة الإنسانية التي تقودها الكويت عبر مؤتمر الدول المانحة لتعمير العراق. ولنلتفت للأمام وليس للخلف.
[email protected]