هل تذكرونه؟ انه د.محمد حسن نصير بهبهاني الوكيل المساعد الأسبق لوزارة النفط، والذي كاد ان يستشهد عندما كان مرافقا لوزير النفط الأسبق السيد عبدالمطلب الكاظمي، في اجتماعات وزراء النفط «اوپيك» بالنمسا عام 1975، عندما داهمهم «كارلوس» وعصابته، وأخذوا يطلقون الرصاص فقتل بعض المتواجدين، ومن التهم التي تم توجيهها الى الوزير الكويتي «لماذا عرب الأهواز يغسلون سياراتكم؟! ولماذا سعر الوسكي غالٍ عندكم؟»! لكن الله سلم ورجع الكاظمي ونصير ومرافقوهما الى الكويت، فاستقبلوا استقبال الأبطال.
كان د.نصير يحمل هموم الإصلاح السياسي الكويتي، وأقلقه الفساد والإخلال بالحقوق والواجبات الدستورية، فقام ومعه مجموعة من الشخصيات بتأسيس «مجموعة ديوانية الشباب» في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وكان من اهدافهم إصلاح مجلس الأمة، وتوعية المواطنين بحقوقهم، وكان لهم صوت مؤثر، حيث كانوا يجولون الدواوين وينظمون الندوات العامة، واستطاعوا توصيل عشرة نواب الى مجلس الأمة، وكانت هي أكبر كتلة برلمانية، تم اختيار وزير للنفط منهم وهو السيد عبد المطلب الكاظمي.
وكان لديوانية الشباب موقف معارض لحل مجلس الأمة 1976، وبدأت تتصل بالقوى الوطنية الأخرى لمزيد من التنسيق للمطالبة بالإصلاحات، وكذلك تبنت ديوانية الشباب جمع التواقيع على عريضة (وصل عددها 18 ألف توقيع) تبدي القلق من إهمال الفقه الجعفري في مشروع قانون الأحوال الشخصية.
كما ان هذه المجموعة لها دور إيجابي في ترشيد احداث مسجد شعبان 1979، وكان للدكتور محمد نصير كلمة خلاله طالب فيها باحترام الدستور وإطلاق الحريات العامة وإعادة مجلس الأمة بعد حله.
بعد هذه الجهود الوطنية للدكتور محمد نصير بهبهاني، استراح الآن منتقلا الى رحمة الله الواسعة.
كنت في أيامه الأخيرة ألتقيه بعد صلاة الجمعة في مسجد سيد حسين بهبهاني، وقد تجاوز السبعين عاما وقد بدت عليه ملامح التعب، أقول له مداعبا: «بوعلي متى تعيدون لقاءاتكم في ديوانية الشباب؟!» يضحك مبتسما ولسان حاله يقول: «غطيني يا صفية، مفيش فايدة»! رحم الله سعد زغلول الكويت د.محمد نصير!
نثمن عاليا حضور صاحب السمو الأمير، حفظه الله، الى مجلس عزاء الفقيد الغالي في الحسينية (الخزعلية) الجديدة.
[email protected]