«تعالوا دافعوا عنا إحنا المتقاعدين بعدين روحوا القدس ترى المتقاعدين نفس الفلسطينيين ترى قاعدين في بيت حانون..!».
هذا تعليق أحدهم على بيان إحدى القوى السياسية الكويتية عن «يوم الأرض» - الميثاق- ومظاهرات الفلسطينيين السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث سقط المئات شهداء وجرحى، أمام صمت عربي مريب! اللهم إلا من مناداة رئيس مجلس الأمة، وطلب الكويت من مجلس الأمن الدولي لمناقشة هذه الجريمة النكراء.
وتعليق صاحبنا المتقاعد، يعبر عن رمزية تبلد المشاعر القومية والإسلامية التي تسود - للأسف الشديد - الشارع العربي من محيطه إلى خليجه، وانسحب ذلك على مؤسساته، فقليل من ردود الفعل الغاضبة.
ويقيني أنها حالة طارئة ستزول عاجلا أم آجلا، لأن مقاومة العدو الصهيوني شرف عظيم لن يتوفق له إلا الشرفاء الذين يستنيرون بالوعد الإلهي في استخلاف الأرض.
وواضح أن سبب هذا التبلد هو في اصطناع الملهيات والانشغالات، والهموم والرعب والخوف أمام الإنسان العربي، وتهجينه للاستسلام لخطة التطبيع مع إسرائيل، بل مطلوب منه أن ينعت ابطال المقاومة لهذا الوجود اللقيط بالإرهاب! والخطة التعيسة تسير كذلك لحذف الآيات القرآنية عن الجهاد، وتلك التي تلعن بني إسرائيل على فسادهم وقتلهم الأنبياء والرسل والصالحين على مدى التاريخ، من المناهج الدراسية، بضغوط ممن أوجد إسرائيل ويقاتل من اجلها.
والحمد لله الذي حفظ القرآن من كل تحريف، وأوجب على الأمة تلاوته والعمل بأحكامه، ووصية رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم «..اني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عز وجل، وعترتي (أهل بيتي)..» وأشار إليهما في حديث آخر: «فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم».
(ورد حديث الثقلين في ألفاظ مختلفة ومنها صحيح مسلم ج7 ص122 وسنن الترمذي ج2ص307 وغيره الكثير)
غاية الأمر انه حتى في المنظور الدنيوي- على الأقل - أن إهمال القضية الفلسطينية كقضية عقائدية إسلامية بأي مستوى سيكون مصيره الفشل والهلاك، وسينسحب ذلك على معيشتنا ولقمتنا اليومية! ولذلك نرجو أن نموت واقفين أعزاء، وليس كما يأمروننا: مت قاعدا!
[email protected]