هو الإمام موسى بن جعفر الكاظم، السابع في سلسلة اهل بيت النبوة عليهم السلام، ولد في «الأبواء» بين مكة والمدينة عام 128هـ.
في عصر تعددت المدارس الفقهية والفلسفية والعقائدية وحركة الترجمة، وازدهرت العلوم المادية.
لكن تسربت معها أفكار الإلحاد والزندقة والغلو، وانتشر المجون واللهو، وغصت قصور الخلفاء العباسيين بالجواري الحسان وبالمطربين والشعراء والحواشي المتملقين بالدرهم والدينار، وحابى بعض الفقهاء والقضاة هؤلاء الحكام باستنباط ما يرضي غرورهم.
وشاع الظلم وضياع المال العام في الفساد المالي والإداري والأخلاقي، والتضييق على المعارضة وخاصة الموالين لمدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وصادروا أموالهم، وطاردوهم بالسجن والتعذيب والتجويع، والتفنن في قتل خصومهم ببناء الأسطوانات عليهم وهم أحياء! وحرق بيوتهم ومصادرة أموالهم، مما اضطر هؤلاء المظلومين للثورة، فعمد العباسيون لقتل الثوار في واقعة «فخ» سنة 169 هـ.
أمام هذه التحديات الجسام، قام الإمام موسى الكاظم - كآبائه المعصومين عليهم السلام - بمسؤوليته الشرعية كقائد للأمة، ولم يتخل عن مشروعه في تصحيح المسار الإسلامي، وكشف تضليل وتزييف الرأي العام، وأعد لذلك جيلا من تلامذته العلماء، وان تنكر له الخلفاء العباسيون، وشددوا الرقابة عليه، واستدعوه الى عاصمتهم بغداد، وسجن فترة فيها ليتراجع الخليفة العباسي «المهدي»، ليعود الى مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن هارون «الرشيد» أعاده، متنقلا بالإمام الكاظم عليه السلام من سجن إلى آخر من المدينة الى البصرة ثم بغداد، لكن الإمام استمر في دوره التبليغي والإصلاحي حتى في السجون المظلمة تحت الأرض، صابرا على كظم الغيظ والألم حتى لقب بالكاظم، بجانب تفرغه لعبادة رب الأرباب.
مما استدعى هارون وأعوانه لإعداد الخطة لاغتيال الإمام الكاظم بدس السم في طعامه، ليستشهد في مثل هذه الايام (25 رجب) سنة 183هـ.
ويدفن في بغداد (الكاظمية) حاليا، ويزور مرقده الشريف ملايين من المحبين والموالين، لعلو منزلته، ويدعون الله تعالى بلا شريك له سبحانه، ويتوسلون بابن بنت نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وطالما قضيت الحاجات بإذن الله تعالى، حتى لقب الامام الكاظم بـ «باب الحوائج».
[email protected]