الجدل السياسي هو في توقيت هذه الحرب، لكن في اعتقادي الأصل هو حتمية وقوع هذه الحرب لا مجال للشك أو الظن، وفقا للمعطيات الأهم التالية:
1- إيران دولة عقائدية مبنية على الإسلام الذي يرى أن إسرائيل تمثل احتلالا لأرض إسلامية، ومنتهكة لمقدسات المسلمين الذين يجب عليهم شرعا دفع هذا العدوان عنها.
2- منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية، كان شعار الإيرانيين: «الموت لإسرائيل» ومن يدعمها، يرددونه بلا كلل ولا ملل، في تعقيب الصلوات اليومية وفي الليل والنهار، وفي خطبهم الدينية والسياسية والأدبية، وصمموا مشاريع ومنصات إعلامية تخدم هذا الغرض وأبرزه «يوم القدس العالمي».
3- تنتهج إيران سياسة عملية تحريضية علانية ضد إسرائيل، أتبعوها بإجراءات عملية، فهم يدعمون صراحة جميع قوى المقاومة ضد إسرائيل داخل فلسطين وخارجها، دعما ماليا ولوجستيا، وكانت مقاييس أسلحتهم المصنعة تعتمد على مدى الوصول الى فلسطين المحتلة!
4- الكلام عن «الهلال الشيعي» مبالغ فيه، بل يتراجع أمام الهدف الأسمى لهم، وهو أن يكون الطريق ممهدا من طهران مباشرة إلى بلدان الطوق الملتف حول إسرائيل. ولذلك نجد إيران تستميت بكل قوتها على وجودها ونفوذها السياسي أو العسكري في العراق وسورية ولبنان، وفي يقيني لو استطاعت لاستكملت الطوق من جهة غزة عبر سيناء، لذلك نجد أن إسرائيل وأعوانها بدأت لهجتهم تتصاعد لمنع إيران من الوصول إلى شواطئ البحر المتوسط!
5- تتسلح القيادة الإيرانية بطاقة بشرية إيرانية هائلة عبر التعبد بطاعة «ولاية الفقيه»، والتي سبق أن تمت تجربتها بنجاح كبير في واقعة «فتوى التنباك» التاريخية ضد المصالح البريطانية. وحاليا وفي أداة أخرى مشابهة عبر فتوى السيستاني «الواجب الكفائي» للتحشيد الشعبي ضد «داعش».
وعكس الاحتمالات المتداولة، لا أعتقد أن الدول العربية تحبذ اندلاع هذه الحرب بين إيران وإسرائيل، نعم هناك تشجيع لضربة محدودة وخاطفة تأديبية - إذا صح التعبير - لأن أي اصطفاف مع إسرائيل أو أي انتصار تحققه إيران هنا سيتحول في اعتقادنا إلى «ردة» تاريخية عن أمجاد القومية العربية.
[email protected]