ديموقراطيتنا مريضة، ومن علامة مرضها تدني نسبة حضور الناخبين، والتي إلى أدنى مستوى لها في انتخابات المجلس البلدي السبت الماضي حيث بلغت 25%، وكانت نسبة حضور انتخابات أمة 2016 قد بلغت نحو 51.9% بعد أن كانت 40.3% في انتخابات 2013 ! ولسان حال هؤلاء المتغيبين: «اش سووا لنا»؟!«ماكو فايدة منهم، اللي الحكومة تبيه يصير ما عليك منهم»!
ومن علامات هذا المرض تعالي الأصوات الفئوية خلال النقاش داخل الجلسات البرلمانية وخارجها في المقار الانتخابية، وفي أثناء صياغة القرارات، فالاستقطابات القبائلية والعائلية والطائفية حاضرة عند القيادي الكبير مثلما هي عند جرأة الموظف الصغير.
ومن علامات هذا المرض كثرة الكلام والوعود دون أن يلمس الشعب تنمية ترتقي بالخدمات العامة، وتزايد نسب الفساد، وارتفاع أعداد سجناء الرأي.
و«إذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل»
ورغم وجود وسائل دستورية تنظم العلاقة بين الحكومة والبرلمان فإن الأداة الطاغية هي سياسة الجزرة والعصا، أو تسمى المنسف والسيف، أو سياسة فتح وغلق الحنفيات! لذلك لا نعجب من أسد يزأر بقوة مرعبة ليتحول فجأة الى فأر ضعيف أو دجاجة داجنة تتحول إلى نسر جارح فجأة!
لا نرتدي نظارة سوداء أمام بضعة الإنجازات الكبرى، لكن الغصة غطت على الفرحة.
[email protected]