يفرق الجواز العادي الأزرق عن الجواز الخاص الأخضر والجواز الديبلوماسي الأحمر في أن الأخيرين ذوا منزلة شرفية ويتبعها شيء من الاعتبارات لوجاهة المناصب الحالية أو السابقة لأصحابها، وتلحق للرجل منهم الزوجة والأولاد القصر، بينما تحرم المرأة منهم من إلحاق زوجها وأولادها القصر!
وهذا وجه المفارقة الغريبة للديبلوماسية الكويتية، التي تتواجد في المحافل الدولية، تناهض التمييز بين المرأة والرجل غير الإنساني (مما لا يخالف الشريعة الإسلامية)، بينما توجه هذا العيب في الداخل للمرأة الكويتية بعدم التساوي مع أخيها الرجل في هذه الجزئية المدنية، والقول إن المرأة تابعة للزوج وليس العكس، قد ينطبق في بعض الأحكام الشرعية وليس في امتيازات وثائق السفر.
نعم قد يفهم ذلك في حالة الزوج من غير كويتي لاعتبارات سيادية، أما إذا كان الزوج كويتيا، وقد فسح لزوجته تبوؤ منصب يتطلب منها جهدا ذهنيا ووقتا وكثرة السفر، على حساب استقرار أسرته، ألا يستحق ذلك التقدير من الدولة؟! وكم هو المنظر مؤذ وحرج أثناء إجراءات السفر ـ في الوقت ذاته ـ عندما يتميز أطفال الرجل الديبلوماسي، بينما يهمل زوج المرأة الديبلوماسية.
والموقف الشجاع الذي أبدته عضو المجلس البلدي الحالي م.مها البغلي، من استفسار عن هذا الامر، بالتأكيد يعبر كذلك عن المرأة الكويتية عامة، أينما وجدت، عندما ينتقص من حقها أسوة بأخيها الرجل وهما في ذات المستوى الرسمي. ولكن البغلي بادرت برفض الاستمرار بالصمت المهين!
بقي على نواب مجلس الأمة تأييد أي تشريع يعيد هذا الاعتبار للمرأة، التي تزاملهم في مهامهم الشرفية.
وشكرا لمبادرة النائب احمد الفضل يوم اول من امس في اقتراح المساواة في الجوازات الخاصة.
[email protected]