كما ودع الإمام علي بن الحسين زين العابدين، عليهما السلام، شهر رمضان المبارك:
«.. السلام عليك يا شهر الله الأكبر، ويا عيد أوليائه،
السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات، ويا خير شهر في الأيام والساعات،
السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال، ونشرت فيه الأعمال،
السلام عليك من قرين جل قدره موجودا، وأفجع فقده مفقودا، ومرجو آلم فراقه،
السلام عليك من أليف آنس مقبلا فسر، وأوحش منقضيا فمضى،
السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب، وقلت فيه الذنوب،
السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان، وصاحب سهل سبل الإحسان،
السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك، وما أسعد من رعى حرمتك بك،
السلام عليك ما كان أمحاك للذنوب، وأسترك لأنواع العيوب،
السلام عليك ما كان أطولك على المجرمين، وأهيبك في صدور المؤمنين،
السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيام،
السلام عليك من شهر هو من كل أمر سلام،
السلام عليك غير كريه المصاحبة، ولا ذميم الملابسة،
السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات، وغسلت عنا دنس الخطيئات،
السلام عليك غير مودع برما، ولا متروك صيامه سأما،
السلام عليك من مطلوب قبل وقته، ومحزون عليه قبل فوته،
السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا، وكم من خير أفيض بك علينا،
السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،
السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك، وأشد شوقنا غدا إليك
السلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه، وعلى ماض من بركاتك سلبناه....»
(من كتاب «الصحيفة السجادية» للإمام زين العابدين (عليه السلام - دعاء/ 45)
عيدكم مبارك، وجعلكم الله من العائدين الفائزين.
[email protected]