من يزور العراق، يشاهد شح المياه في نهري دجلة والفرات، بسبب سد «أليسو» التركي، وهذا يرمز إلى حجم التدخلات السلبية الخارجية على العراق، الذي ما إن انتهى من ملف الطاغية صدام حسين، وبدأ عملية الترميم والبناء، حتى انفتحت عيون السياسيين على كنوز قارون، وانطلقوا في حريات مطلقة، فأكثروا فيها الفساد! ثم أدخلوا عليه الوحش الكاسر «داعش»، فأكل عليهم الأخضر واليابس، وقتل الحرث والنسل! قبل أن تقتله المرجعية الدينية! ومازالت المعركة إلى سورية.
لكن لا يريدون للعراق أن يرتاح، فتقاسموا الأحزاب، وتقاطعت المصالح بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ـ إلا من رحم ربك ـ بينما البؤس والفقر والجوع والعطش والحرمان من المرافق والخدمات اليومية تلف رجل الشارع، وهو يأمل بالصبر والصمت أن تأتي ديموقراطية الانتخابات البرلمانية المتعددة بالخيرات والنفع العميم! لكن في آخرها حتى مقار الانتخابات حرقتها أصابع التزوير!
هذه البيئة هي التي ساهمت الآن في تفجير الوضع الشعبي العراقي، الذي من حقه أن يغضب، فبلده العراق هو بلاد السواد من الشجر والنخل والثمر وعيش العنبر، بلد الألبان والأنهار، بلد النفط والصناعة، بلد السياحة الدينية المليونية بلا انقطاع!
أليس حراما أن يموت العراقي فيها جوعا وعطشا، في حرارة قيظ الصيف، وبردا في زمهرير الشتاء!
أيها الشرفاء العراقيون لحقوا على العراق حتى لا يتمنى العراقيون صداما جديدا يؤذيكم ويؤذينا!
[email protected]