في عام 201 هـ/ 816م، خرجت من المدينة المنورة امرأة عالمة جليلة من سلالة البيت النبوي الشريف هي السيدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام، متجهة إلى مدينة مرو في خراسان ضمن قافلة، تطلب اللحاق بشقيقها الإمام علي الرضا عليه السلام، والذي استقدمه كذلك من المدينة إلى مرو في مقاطعة خراسان الخليفة العباسي المأمون، حرصا منه على مراقبة الإمام عن قرب، وتتبع نشاطه السياسي والحركي والعلمي.
السيدة فاطمة لها شأن عظيم من التقوى والعبادات والعلم والجهود الصالحة، وقد نقلت الحديث الشريف، ومنها حديث الفاطميات عن مجموعة النساء كلهن أسمائهن «فاطمة» وينتهي إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا من مات على حب آل محمد مات شهيدا». وقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام فضلا كثيرا لزيارتها.
ولهذا، توجه المحبون ومنهم كبار العلماء الفقهاء لمجاورة هذا المرقد الشريف والإقامة في قم حتى تحولت إلى حاضرة من حواضر الإسلام في دراسة العلوم الدينية، خرجت - وما زالت - آلاف من العلماء والمجتهدين، وهي مركز من مراكز الإفتاء تؤاخي النجف الأشرف في العراق. وتوجد بها عشرات من المكتبات العريقة. وهي محطة للزيارة والسياحة الدينية العالمية.
ليزوروا مرقد السيدة فاطمة المعصومة، ويتوجهون إلى الله تعالى بالدعاء وقراءة القرآن الكريم وطلب حوائجهم من الله تعالى لا شريك له، بالتشفع لهذه المرأة التي نذرت حياتها لله تعالى وحده. والأمر برمته يؤكد مكانة المرأة في الإسلام، وبقدرتها على هز العالم في الوقت الذي تهز بيدها الأخرى مهد وليدها.
(ذكرى ميلادها في غرة ذي القعدة 173 هـ).
[email protected]