كثرت المشاريع السياسية والعسكرية في إقليمنا، بمسميات مختلفة، وآخرها اختراع «الناتو العربي»! وكلها تصب في مواجهة إيران، وليس للتوافق معها، والواقع يشهد فشلها او تراخيا في فعاليتها - في أحسن الأحوال - نتيجة اكتشاف عدم جدواها، أو تلاشي الحماس والاتفاق، ولكن بعدما ضاعت الجهود والأموال الضخمة، التي لو انفقت على المشاريع التنموية لأصبحت الشعوب العربية في رخاء وسعة!
ولن يختلف هذا «الناتو العربي الأميركي» عن سابقاته، والطريف ان الرئيس الأميركي في الوقت الذي يسوق للعداء مع إيران ولمشروع هذا الناتو، يلجأ فجأة الى استجداء الحوار مع ايران بلا شروط! وهو الحل الناجع والواقعي، لكن ترامب كان قد احرق كل الجسور مع البر الفارسي، عندما أقدم على الانسحاب من الاتفاق النووي، وأعاد العقوبات على ايران، وبعد تهديد ووعيد، قوبل بأزيد منه! وأثبت انه متقلب في مواقفه. بينما إيران تعلن وتطلب بإلحاح الحوار مع الضفة العربية بلا شروط!
وطالما دعت الكويت الى مثل هذا الحوار لمعالجة الملفات الساخنة التي شغلت إقليمنا بالاستنزاف المالي والسياسي والعسكري.
فحول العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قال صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله تعالى، في مؤتمر القمة الأخير في الأردن (مارس2017): «إننا نؤكد الأسس المستقرة في العلاقات الدولية والقانون الدولي والتي أساسها احترام سيادة الدول والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لها واحترام متطلبات حسن الجوار متطلعين الآن إلى استمرار المشاورات والحوار البناء بين دول المنطقة وبينها لتحقيق الأمن والاستقرار فيها».
والحقيقة والواقعية أن إيران قوى كبرى في المنطقة - شئنا أو أبينا، كرهنا أو أحببنا - لابد من مشاريع معها مباشرة، تحول الحالة العدائية معها إلى مشاريع سلمية تنموية تستهدف الاستقرار والرخاء في المنطقة. فأهل الإقليم هم أدرى بشعابه وشعوبه من الأغراب الطامعين!
[email protected]