عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان لا يبالي الرجل ما تلف من دينه اذا سلمت له دنياه»، «ان الله جعل قلوب عباده على حب من أحسن اليها وبغض من أساء إليها».
وفي آخر ساعات عمره الشريف قال صلى الله عليه وسلم: «ائتوني بدواة وكتف لأكتب إليكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا». «.. أوصيكم بأهل بيتي خيرا».
(ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في 28 صفر 11 هـ.).
في السابع من مارس القادم تجرى انتخابات برلمانية عراقية جديدة ومثلما يمثل ذلك أهمية كبرى للعراق لما له من تأثير على السياسة العراقية واستقراره. فإن ذلك يمثل هاجسا لدى دول الجوار ومدى انسجام كل منها مع نهج ومستقبل هذه السياسة وحجم التأثير والنفوذ على صناع القرار العراقي. وهو واقع وان تم انكاره والتفلسف بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وهذا الهاجس حق طبيعي لهذه الدول، لاسيما تلك التي أصابها العنت والدمار والسلب والقتل جراء السياسة العراقية طيلة العقود الماضية التي تناوب عليها طغمة فاسدة من البعثيين العراقيين، وان تنوعت وتلونت أجنحتها.
نعم هناك خطوط حمراء يتهم العراقيون بعض هذه الدول بتجاوزها بتدخلهم في الشؤون الداخلية عبر المال والعتاد وتسهيل دخول المرتزقة والإرهابيين، وهو اتهام ـ على كل حال ـ يحتاج الى أدلة وشواهد يقينية.
ونحن كمواطنين كويتيين عانينا الكثير من السياسة البعثية العراقية التي تدخلت في شؤوننا الداخلية بل وأقحمت بلادنا في حروبها الشيطانية، ثم أبت إلا ان تشن غزوا ظالما علينا تريد مسح الكويت من الخارطة العالمية! ولذلك يحق لنا ان نحمل هم مستقبل العراق السياسي ونترقب بحذر شديد نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكمواطن أعتقد ومعي الكثيرون بل الغالبية الساحقة في تمنيات العراقيين الشرفاء بعدم السماح للبعثيين بتسجيل أسمائهم في قوائم المرشحين لهذه الانتخابات، ومن غير المعلوم انهم تبرأوا من أهداف وتطلعات حزب البعث الاشتراكي العربي العراقي وان اختلفوا ظاهرا مع زعيمهم المقبور صدام حسين. ومن غير المقبول وصف ذلك بالتدخل في شؤونا العراقيين، لأن الشؤون الداخلية عندما تمس مصالح وحقوق وحريات الدول والشعوب الأخرى تصبح شؤونا خارجية يحق لنا ان نتحدث عنها وننقل هواجسنا وقلقنا من مستقبل العلاقات العراقية الخارجية علاوة على ان المسلم مسؤول عن حمل هم المسلمين في كل مكان. فما بالك بأن يحمل افكارا تخريبية تجاه الآخرين، نعم انه لا يوجد اثبات واحد على ان الكويت تدخلت بالمال والعتاد وغيرهما للتأثير على الشؤون الداخلية للعراق، بل ان هناك ديونا مستحقة عليها ومع ذلك لم تطالبها الكويت بالوفاء بها حتى الآن، كما انها ساهمت ولاتزال تساهم بكثير من المشاريع الخيرية والتنموية لصالح الشعب العراقي الذي امتن كثيرا للكويت عندما سمحت لقوات التحالف الدولية بالمرور من اجل فك الحصار الحديدي الظالم الذي أقامه البعثيون العراقيون على الشعب العراقي تحت أوامر قائدهم المجرم هدام العراق.
وعندما نتمنى على العراقيين الشرفاء ان يقولوا جميعا في يوم الانتخابات لبرلمانهم الجديد لا للبعثيين، فإن منطلق ذلك ليس بعدا طائفيا أو عرقيا وإنما حبا لمستقبل العراق عامة والعلاقات الكويتية ـ العراقية خاصة لتشهد نهضة واستقرارا وتعاونا فيه الخير الكثير للشعبين.
للإنصاف لم نطلع كاملا على ما صرحت به المذيعة الأميركية «أوبرا وينفري» ولكن اذا صح المنقول عنها بأنها نعتت الكويتيين بالكسل وانهم يعتمدون على الأجانب في تشييد بيوتهم وتنظيف شوارعهم والدفاع عنهم، فإننا نذكرها بأن الكويت ساعدت على توظيف الآلاف من هؤلاء الأجانب الذين ضاقت بهم سبل المعيشة في بلادهم، وساعدتهم على تمويل عوائلهم ودخول ابنائهم المدارس، واستطاع الكثيرون منهم اقتناء سيارات في الوقت الذي كانوا يعتمدون خلاله في بلادهم على البغال والحمير، وهي ليست منة أو تفضلا ولكن التواصل الإنساني الفطري ان يتكامل الناس بتبادل المنافع ولتذكر «أوبرا» أن المجاهدين الكويتيين في الداخل هم الذين ساعدوا قوات التحالف الدولي للانتصار على القوات الصدامية الغازية على بلادهم وعليها ان تنظر الى تاريخ الكويتيين في الكفاح بينما غيرهم يميز بين الإنسان الأبيض والأسود، مع كل احترامنا وتقديرنا للشعب الأميركي الذي امتزجت بعض دمائه مع الدم الكويتي وسط عاصفة الصحراء.