ولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الأول (في 17 او 12 على اختلاف في ذلك) سنة 53 قبل الهجرة، وقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها جهادا وكفاحا من أجل نقلة نوعية في مسيرة البشرية بشيرا ونذيرا من قبل الله تعالى ومصداقا للرسل والأنبياء عليهم السلام من قبله، وهي مسيرة ناجحة واستطاع خلالها صلى الله عليه وسلم ان ينقل البشرية من عبادة الأوثان بكل صورها وأنواعها الى عبادة الواحد القهار، وقد أوصى صلى الله عليه وسلم لما بعد حياته الشريفة القصيرة نسبيا الى التمسك بالثقلين، ولكن اختلاف المسلمين أدى الى تأخر استكمال هذا المشروع الكوني في بعضه، ولكنه صائر إن شاء الله تعالى الى كامل الأرض بالوعد الإلهي وبظهور بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بظهور حفيده المهدي المنتظر عليه السلام في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، مثلما نراها الآن، فساد في الأخلاق فظهر زواج المثليين، واستباحة الأموال والدماء حتى ظهرت رايات تدعي نصرتها للإسلام وهي تكفر المسلمين وتزهو بالولوغ في دمائهم تحت مسمى الجهاد والاستشهاد، وتمنع مآذن للمسلمين في بعض ديارهم بينما يلعنون الغرب عندما يعملون نفس الشيء، وينتهك المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي على أيدي اليهود الأوغاد.
السلام عليك يا نبي الرحمة، رحمة للعالمين قائد الخير ومفتاح البركة، الناس يوم القيامة كل منهم ينادي نفسي. نفسي! إلا أنت يا رسول الله تقول: أمتي.. أمتي! رزقنا الله شفاعتك وشرفنا بصحبتك.
وُلد حفيد النبي صلى الله عليه وسلم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في 17 من شهر ربيع الأول (كذلك) سنة 83 من الهجرة في المدينة المنورة، وكانت عامة المسلمين يرون انه عليه السلام سليل النبوة ورمز للمعارضة للظلم والطغيان، ولكن ذلك لم يعطله عن استكمال البناء الإسلامي الصافي، لاسيما في ميادين العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والعقيدة والفقه والأخلاق والتفاعل الحضاري والثقافي بين الفكر الإسلامي وثقافات الشعوب والأمم الأخرى من خلال الفتوحات الإسلامية فاشتغل المسلمون بعلوم الطب والفلك والكيمياء والفيزياء والرياضيات.. إلخ، ونشطت حركة الترجمة، وكان الاستاذ في ذلك كله بلا منازع هو الإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي ورث العلوم عن أجداده أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، وتخرج على يديه مئات من العلماء حتى روى النجاشي في رجاله في حديث «أدركت في هذا المسجد (مسجد الكوفة) تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد».
وكان الإمام الصادق عليه السلام يستهدف حماية العقيدة من التيارات العقائدية الطارئة كالزندقة والإلحاد واللغو، ونشر الإسلام وتوسيع دائرة الفقه والتشريع وحفظ أصالتها، فالسلام على جعفر بن محمد وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المعصومين ورحمة الله وبركاته.
[email protected]