تجاوز عمرها الخمس وعشرين عاما، ولم يتقدم لها أحد، وكان قد تقدم لأختها، ولابنة خالها أبناء الحلال الأمر الذي زاد من آلامها، وخاصة وهي تتجاوز العمر الذي يعتبره شباب الكويت، وللأسف الشديد، بداية سن العنوسة، وهنا بدأت الأم تتحسس المشكلة، وتلاحظ التغير على ابتنها، فقالت لها ناصحة «يا بنتي والله مو قاصرج شيء، كاملة والكامل الله، وإذا أنتي قاعدة هني، وتروحين الشغل كل يوم بها لويه (أي بهذا الوجه) اللي مافي شيء، وها اللبس العادي، محد راح إييلج».
يما ستقصدين؟!
«حطي يابنتي مكياج، ولبسي قصير، وسوي القصة الفلانية، عشان يطالعونج، ويعرفون منو أنتي».
وتذهب البنت، وقد أخذت بنصيحة أمها «هداها الله» وكأنها تزف في ليلة عرس، وكأنها تقول للشباب «تزوجوني» لا شك أن هذه الطريقة بالتفكير، في حل مشكلة تعتبر من أكبر المشاكل الاجتماعية هو انحراف خطير، ودعوة إلى الانحراف، ومخطأة تلك الأم، وتلك الفتاة التي تعتقد بأن الشباب يتقدمون لفلانه وعلانه بسبب ما تلبس وما تضع من مساحيق، والحقيقة أن هذا الشاب الذي يعجب بمثل هذه الفتيات، إنما غالبهم يريدها للعبث «لا غير» ولكنه لا يمكن أن يتخذها «زوجة»، وكثير من الشباب الذين نحتك بهم ونعرف عن انحرافهم وعلاقاتهم الكثيرة مع الجنس الآخر، يقولون «إذا أردنا أن نتزوج فلا يمكن أن نختار مثل هؤلاء» ويقولون أيضا «إن التي قبلت أن تكلمني فلن يكون عندها مانع أن تكلم الآخرين». إن الشيء الذي يجب أن نقتنع به جميعا هو أن الزواج قسمة ونصيب، ولا يعني أيضا أنه آخر شيء في الحياة، ولا يعني أن السعادة مقرونة بالزواج، وأن التعاسة مقرونة بالعنوسة، إذ ان هناك أشياء كثيرة في الحياة يمكن أن نقوم بها، وأن العفة، والالتزام، ومخافة الله تعالى هي التي ترشح الفتاة لزواج سعيد، ولرجل يملأ عليها حياتها بالسعادة، وإياك أختي الكريمة أن تفكري في غير ذلك.
[email protected]