أعلى الناس مرتبة يوم القيامة بعد الانبياء هم الشهداء، ومع هذا التشريف الرباني للشهيد بسبب بذل أغلى ما يملك الانسان وهو النفس في سبيل الله، الا أن الله يغفر له كل شيء الا الدين، لما للدين من أهمية بسبب تعلقه بحقوق الآخرين.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الامام مسلم «يغفر الله للشهيد كل ذنب الا الدين».
هناك صنف من الناس لا يستطيعون العيش من غير دين، وكأن الدين أصبح جزءا أساسيا في حياته، يقلق أحدهم، ولا يستقر له قرار، عندما يرى راتبه من غير خصومات.
والدين مثل القمار تماما، يبدأ صاحبه بالشيء اليسير «تلفزيون، غسالة، كمبيوتر» ثم يتجرأ أكثر فينتقل الى «مطبخ، أثاث، حمام» ثم يتجرأ أكثر فينتقل الى «ترميم، سيارة، بيت» ثم يقفز قفزة نوعية فينتقل الى «مشروع صغير» والمشروع الصغير ينقله الى مشروع أكبر، ثم ينتقل الى البورصة، ثم يدخل عالم «الشيكات» من غير رصيد، ثم ينتهى به المطاف الى السجن المركزي، وان مما يدمي القلب أن عدد المواطنين المتورطين بقضايا شيك من غير رصيد تجاوز 80 ألفا، فهل يصدق هذا؟!
يا عشاق الديون، الا تتعظون ممن هم وراء القضبان؟ ألا تستشعرون الذل أثناء النهار، والهم في الليل.. ألا تسمعون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من الدين فيقول «وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال»؟ اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون.
al-belali@ hotmail.com
www. albelali.com