كما هي الحال عندما تذهب الى السوق، وتتجه إلى محلات البيع ترى سلعها، وقد عرضت بطرق مختلفة، منهم من نشرها بغير انتظام فوق طاولة، ومنهم من علقها بطريقة أنيقة على الحائط، ومنهم من وضعها فوق أرفف، وقد أرفق مع كل سلعة سعرها والزبون يرى، ويقلب، ويجرب، يلقي هذه ويأخذ هذه ويناقش في السعر، ويطلب من البائع ثمنا أفضل، حتى يشتري أو يدع.
إن مما يؤسف له أن بعض المواطنين في هذه الأيام رضوا بأن يكون شأنهم تلك السلع تباع وتشترى، وتقلب، وترمى، ويناقش في سعرها، فإذا ما أعجبت المرشح أخذها، أو رماها كما ترمى أي سلعة، بل انه يقبل أن يكون عبدا يباع ويشترى في سوق النخاسة المقام هذه الأيام بمناسبة انتخابات مجلس الأمة، هذا يباع بألف، وذاك بألفين، وهذا يباع بسيارة، وهذه تباع بطقم عطور، أو حقيبة ماركة، أو يباع بوعد بمنصب، أو ترميم للديوانية، وهكذا تتعدد وتتنوع الأسعار للمواطنين الذين يقبلون أن يبيعوا أنفسهم مقابل لعاعة من لعاعات الدنيا، يبيعون بذلك ضمائرهم، وقيمهم، ودينهم أمام بريق الدنيا والمنصب. يذكر النبي صلى الله عليه وسلم إحدى علامات الدنيا يوم القيامة «أن يبيع المرء دينه بعرض من الدنيا قليل» نسأل الله ألا نكون منهم، وألا يحشرنا الله معهم.
[email protected]