اسوأ شيء في هذه الايام «النفاق السياسي»، وهو اظهار المحبة والترحيب، والابتسامة العريضة، والود والكرم والخدمة والاخوة، وجميع الصفات الملائكية من قبل المرشحين ومفاتيحهم، من اجل نيل الصوت، واذا ما انتهت الانتخابات لا تستطيع حتى رؤية احدهم، الا من رحم الله، واذا رآك فما يعطيك وجها، قليل من اولئك المرشحين من يحافظ حتى بعد نجاحه على هذه الصفات الاخلاقية، بل ويتفانى في خدمة المواطن حتى ان كان على حساب صحته وزوجته وابنائه، اما الاكثرية فيعيش حالة انفصام في الشخصية الاخلاقية ما قبل وما بعد الانتخابات، ولهذا السبب قرر عدد ليس بالقليل من المواطنين مقاطعة الانتخابات، وان كنا لا نؤيدهم بذلك، الا انهم صدموا بمثل هذا «الانفصام البغيض».
اننا نبحث عن ذلك المرشح الاصيل في معدنه، والذي لا يغير من اصالته المنصب، ولا يصده عن القيام بواجبه الشهرة، بل يضحي بكل شيء من اجل القيام بواجبه، خوفا من سؤال الله يوم القيامة بتضييع الامانة، وخوفا ان يكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله ذلك الرجل «متى الساعة؟»، قال: اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة، فقال له: وما اضاعتها؟ فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: عندما يوسد الامر لغير اهله، اي عندما يمسك المنصب من لا امانة له ولا دين ولا خلق.
نعم هناك عدد كثير من المرشحين ليسوا بأهل لهذه الامانة، ولكنهم ينجحون بالطرق غير المشروعة، ويصلون الى مجلس الامة، وعندما يصلون لا يفكرون الا بمصالحهم الشخصية او يناموا نومة اهل الكهف.
[email protected]