يفهم الكثير من الناس ان الأمانة هي إرجاع الوديعة لمالكها، ويقصرون الوديعة في النواحي المادية، بينما حقيقة الأمر تدخل في الوديعة الأمور المادية والمعنوية، فالله تعالى عندما عرض الأمانة على أعظم مخلوقاته (السماوات والأرض والجبال) امتنعت عن حمل الأمانة لمعرفتها بثقلها، وصعوبتها وخطورتها، وخشيت ألا تقوم بحقها، بالرغم من انها مخلوقات صماء، وقبل بحملها الإنسان صاحب العقل دون معرفة الكثير منهم بخطورتها وأهميتها لذلك قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، إنه كان ظلوما جهولا) الأحزاب: 72، اذن فالله تعالى أطلق على كل من لا يحمل الأمانة حق حملها بالظالم الجهول.
والله تعالى قد أودع لدينا مجموعة من الودائع وأمرنا بحفظها واستعمالها فيما يريده هو لا ما يريد الإنسان «فالعقل والقلب» أمانة ومن خلالهما يختار المرء ما يرضي المالك وما وافق الشرع الذي أمر به، فعندما يختار المرء بمحض إرادته ما يغضب الخالق، أو يختار الرجل الفاسد غير المؤهل لحمل الأمانة، فقد خان الأمانة ولم يرعها حقها، وكل من يختار من يعرف انه «فاسد، ولا يصلي، ولا يقوم بحقوق الشرع» فإنه خائن للأمانة وقد تخلق بخلق المنافق الذي من صفاته «واذا اؤتمن خان».
بل ان الرسول صلى الله عليه وسلم ينفي الإيمان لخائن الأمانة حيث ذكر في الحديث الذي رواه الإمام أحمد «لا إيمان لمن لا أمانة له».
ان اختيارك لمرشح مجلس الأمة أمانة فإذا كنت تعلم ان من تختار ليس مؤهلا ولا يخاف الله تعالى، ولا يريد شرع الله تعالى فأنت خائن للأمانة، فاتق الله في صوتك فإن الله سائلك يوم القيامة.
[email protected]