عبدالحميد محمد المطر
كم هي كثيرة أولويات الحكومة الرشيدة، والتي صرح بها وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة والمواصلات حيث وصلت إلى 43 أولوية، وهذا التصريح جميل على أمل أن يتم تنفيذ هذه الأولويات من قبل الحكومة ومجلس الأمة والاطلاع عليها في دور الانعقاد المقبل، ولكن هناك سؤال بريء من قبل مواطن يائس: هل هذه الحكومة الجديدة القديمة ستحقق هذه الإنجازات على أرض الواقع؟
لا تجهد نفسك عزيزي القارئ، طبعا لا وألف لا وحاشا لله، إن كنا قد تجنينا على الحكومة العريقة، لأن الواقع الذي نعيشه ونتعايشه يخبرنا بأن هذه الأولويات مجرد حبر على ورق، صارت حياتنا حبرا على ورق، وقلب الشعب يحترق، خصوصا من تصريحات السادة الوزراء على الفضائيات الحكومية والخاصة، بأن الحكومة ستقوم وستعمل، وستنجز، وستحقق... وحرف السين الذي يسبق الفعل مجرد تسويف وتنويم، تعالوا ننظر إلى مدينة الحرير من شدة الانتظار أصبحت مدينة الصوف وأين الخروف؟ وأين الرؤية بتحويل بوبيان إلى جنة الله في الأرض؟
إذن هذه حكومة كلامها كثير وحيلها قاصر، وإليكم معضلة الاختناقات المرورية، فكم تم تشكيل لجان من قبل الوزارات ذات الاختصاص المباشر بهذه المشكلة المهلكة وماذا كانت النتيجة؟ هل ما زلتم تفكرون في الجواب ولا شيء، على الرغم من مشاركة جمعيات مهنية مثل جمعية المهندسين وجمعية السلامة من الطرق والحوادث المرورية ومن قبل وزارة الداخلية والأشغال والبلدية ونحن من الدول التي مَنّ الله عليها بنعمة التفنن في تشكيل اللجان، وقد صرح وزير الأشغال والبلدية بأنه إذا لم يتم حل هذه المشكلة ستكلف الدولة 27 مليار دينار خلال الـ 10 سنوات المقبلة وقد سبق ووعدت الحكومة بحلها، وأيضا كانت هناك لجان حول تطبيق فكرة النقل الجماعي بواسطة المترو وبالفعل تم تشكيل لجنة، وقامت شركة أجنبية بدراسة هذه الفكرة ووجدوا إمكانية تطبيقها وبشكل حضاري ورائع يعكس الوجه المشرق للكويت ولكن أين هذه الفكرة من أرض الواقع؟
على الرغم من أني أحلم بأن يتم تنفيذ هذا المشروع حيث ذكرت للأصدقاء لو كانت هناك وسيلة نقل تحفظ آدمية البشر بالتنقل المريح والممتع في نفس الوقت لذهبت إلى مقر عملي بهذه الوسيلة تفاديا للشد العصبي أثناء القيادة بسبب الازدحام، ولكن هل مازلتم تفكرون في الإجابة عليه؟ أحسنتم عرفتم الجواب.
المشكلة الإنسانية الإسكانية لوجود 80000 طلب إسكاني والتوعد من قبل الحكومة وعبر وزيرها بأن المشكلة الإسكانية ستحل وتوزع القسائم الحكومية بكل سهولة ويسر للمواطنين وتم تشكيل لجان والتي من الله علينا بوجودها بيننا، المشكلة البيئية وخطورتها على الأمن الصحي للمواطن والمقيم ولكن نجد حلها بكل سهولة ويسر هل تعلمون كيف؟ تصوير جمعيات ذات نفع عام وهي تلتقط بعض المخلفات من الشواطئ من علب فارغة وأكياس بلاستيكية والذي لم يتم تصويره هو ما تفعله بعض الشركات من رمي المخلفات بالمناهيل أو ما تقوم به البلدية بردم وحرق النفايات في الأرض، وما تقوم به وزارة الصحة بحرق المخلفات الصحية وردم مخلفاتها الملوثة، وعلى الرغم من هذا الحكومة تصرح، وكم هي كثرة تصريحات الحكومة بسهولة حل المعضلات وبتحقيق الإنجازات ولكن هيهات هيهات هذا هو كثرة كلام الحكومة أما حيلها فقاصر لعدم وجود هذا الوزير القيادي والذي لديه سرعة اتخاذ القرار وتحمل تبعاته ونتائجه والإصرار على تنفيذه، ونبشر ونزف هذا الخبر للشعب والذي ذكرته مؤسسة «فيتش ريتنجز» لتصنيف الجدارة الائتمانية أن قيمة صافي الأصول السيادية الخارجية للكويت بلغ نحو 256 مليار دولار في نهاية عام 2008 وأن وضع الكويت يفوق وضع المملكة العربية السعودية، اللهم زد وبارك ولكن سؤال خبيث: أين التنمية بوجود مبلغ ضخم يسيل ريق كل من يقرأه؟ على الرغم من هذه الثروات التي نستطيع من خلالها شراء دول بحضاراتها وقطاراتها ومبانيها نجد تعاستنا ومشاكلنا تفوق ضخامة هذا المبلغ.
وما رأي الدول التي تعلم بوجود صافي الأصول السيادية الضخم لدينا ومع ذلك عدم قدرتنا على حل مشكلاتنا.. «ابتسم أنت بالكويت».. والله يحفظ هذه الأصول ولا يطالها أي مسؤول.
[email protected]