مع بداية فصل الشتاء وهبوب الرياح الباردة من المنخفض السيبيري تهب علينا رياح عاصفة من مجلس الأمة متقلبة الاتجاهات ومتغيرة المعالم ورباعية الفصول كما هو عدد الاستجوابات التي قدمت إلى الحكومة حتى هذه اللحظة.. وهل من مزيد؟
ولنسمّ أول استجواب قدمه النائب د. فيصل المسلم إلى رئيس مجلس الوزراء «الاستجواب الصيفي»، فبالرغم من برودة الجو إلا أنه يحمل في طياته نارا وشررا ولهيبا نظرا لمضمون هذا الاستجواب وهذه الشيكات محل اللغط والغمز واللمز والهمس، وإذا عرفنا من هو الساحب (مصدر أو محرر الشيك) فمن هو المستفيد؟ وكم عدد مشرعينا الأفاضل المستفيدين؟ وكما يقال الصاحب ساحب.
والاستجواب الثاني من النائب مبارك الوعلان ضد وزير الأشغال د. فاضل صفر تفوح منه ريح عفنة ضارة ملوثة قاتلة لكل ما هو جميل، ومدمرة مهلكة للحرث والنسل تساقطت بسببها كل أوراق التوت من الحكومة لعدم شفافيتها في التعامل مع كارثة مشرف، وصدور التقرير من الوزارة يفيد إهمال بعض الموظفين بوزارة «الإهمال» وهذا استجواب خريفي تتساقط حكومات بلاد وليس حكومة الكويت لجسامة محوره لأنه يتعلق بصحة البشر وهذا أغلى ما نملك. والاستجواب الثالث من النائب مسلم البراك ضد وزير الداخلية فلنطلق عليه الاستجواب الشتوي لأنه مصاب بإنفلونزا الإعلانات، وعدم مناعة بعض النواب من هذا الڤيروس لأنهم لم يتطعموا بمصل الرقابة والتشريع وقد صرح منهم من صرح بالويل والثبور للوزير ليس لقناعته بهذا المحور، لا طبعا، ولكن لشعور البعض بأنه قد غرر به.
والاستجواب الأخير من النائب د.ضيف الله بورمية والذي رمى به وزير الدفاع وهذا استجواب ربيعي سنجني منه الفقع (الكمأة) في بر الأديرع ونقدم الزهور إلى القادمين من العلاج بالخارج واستقبال المطرودين من ديوان المحاسبة أيضا بالورود مع تقديم شراب بارد لهم من مصنع الثلج.
والذي نريد معرفته هل الحكومة مستعدة لهذه الفصول الأربعة وهي تملك الحلول والأغلبية أيضا بمجلس الأمة ولا نريد منها اللجوء إلى الحلول الدستورية فقط لمواجهة هذه الاستجوابات لأنه ليس الحل بالحل.