البطالة تعني الفراغ القاتل والمؤدي الى سلوكيات وتصرفات قد تكون نهايتها الوقوع في مشاكل اجتماعية وأخلاقية وأمنية، والضحية هم شباب الوطن الذين يحلمون ويتمنون منذ صغرهم التخرج من الجامعة وأن يصبحوا أما أطباء أو مهندسين أو محامين أو اداريين منتجين في عملهم ويشاركون في بناء وطنهم ويتزوجون ولديهم سكنهم الخاص ، ويكون الإنسان لديه طموحات وأحلام في مستقبله ومستقبل أسرته.
حين نتكلم عن البطالة قبل عشرين سنة نذكر الدول الأجنبية فقط. حيث تعودنا على سماع وقراءة الاخبار عن أعداد هائلة من مواطني هذه الدول لا يعملون ، ونراهم في الشوارع ينامون عند مبان حكومية لتزويدهم بالاكل والمسكن المؤقت ولكن لم نتوقع أن تكون هنالك بطالة بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي العربي الغنية بالبترول وقليلة العدد في مواطنيها وهذا ما نراه منذ عشر سنوات وأكثر. وحسب احصائيات دافوس لعام 2014 ان أكثر نسبة بطالة بين الشباب موجودة في السعودية والبحرين وعمان تتراوح بين أكثر من 5% الى 8% وهي نسبة عالية وذكر التقرير الصادر عن دافوس أن معدلات البطالة بين الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي أعلى بكثير من النساء. وأضاف التقرير أن دول الخليج لاتزال تواجه استمرار ارتفاع البطالة بين الشباب، خاصة للشابات مما يشير إلى أن التوسع الاقتصادي ليس كافيا لحل تحدي بطالة الشباب في المنطقة.
وأن عدد العاطلين عن العمل بين الشباب الكويتي وصل أكثر من 15 ألف مواطن/ مواطنة وهذه لها أسباب وأهمها اتجاه الخريجين للعمل في الحكومة حتى لو انتظروا فترة طويلة لتوظيفهم وهنا يجب على الدولة تشخيص المشكلة ووضع الحلول لها قبل التفاقم وزيادة نسبة البطالة بين الشباب وخاصة نسبة الكويتيين العاملين في الحكومة تعادل 75% والعاملين في الخاص تعادل 5% من القوى العاملة.
هنالك حلول وضعت لتشجيع الشباب الكويتي للعمل في القطاع الخاص من خلال قانون دعم العمالة وكذلك تأسيس صندوق للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتشجيع الشباب على العمل الحر ولكن الواضح غير كافية هنالك أسباب أخرى تجعل الشباب يتنظر الوظيفة الحكومية.
اقترح على الحكومة ومجلس الأمة الاستعانة بالمختصين لدراسة وتشخيص أسباب البطالة الحقيقية ووضع الحلول لها وتطبيقها بدون تأخير قبل أن تصبح البطالة ظاهرة كما هي في الدول الأجنبية.
www.kuwaiticonsultant.com