الأجيال الحالية والقادمة من أبنائنا يحلمون ويخططون لمستقبلهم في عفوية وبراءة، وأبسط هذه الأمنيات هي التخرج من التعليم سواء الكلية أو الجامعة، حيث يرغبون في تخصص دراسي يحبونه ويريدون أن يعملوا بنفس مجال دراستهم بوظائف وجهات عمل ترعاهم وتدربهم وتأهلهم لأداء أفضل لتطوير الجهة التي يعملون بها.
كما يبدأون في التفكير في مستقبل وظيفي يعمل على تشجيعهم ويدعم أفكارهم واقتراحاتهم ويعطيهم الثقة بنفسهم، وكل ذلك يصب في مصلحة الوطن لأن شباب الوطن يحتاجون إلى هذه الأمور والدوافع لتنمية روح الوطنية والولاء فيهم.
وبعد التوظيف والعمل يبدأون في التخطيط لحياتهم الزوجية والاستقرار العائلي عن طريق التوفير لميزانية ومصروفات الزواج والسكن، وهذه الأمور لن تأتي الا عن طريق الاستقرار الوظيفي والراتب المناسب والمستوى المعيشي الكريم والدعم الحكومي الذي يساعدهم على تحقيق هذا الحلم.
فالزواج يأتي بعده الأولاد الذين يحتاجون الى ميزانية لمأكلهم ومشربهم وملبسهم ودخولهم المدارس، وبالطبع يعملون حساب إيجار مكان مناسب لهم ولأولادهم وكل هذا سيتحمله الشباب من رواتبهم، حيث يبدأون مشوار العناية الصحية لهم ولأولادهم، وهذه تحتاج الى خدمات صحية جيدة بتوفير الكوادر الطبية والمستشفيات والأجهزة الحديثة وإدارة مسؤولة لهذه المستشفيات والمراكز الصحية.
كل ما سبق يجعلنا نطرح بعض الاسئلة، وهي: هل التعليم في الكويت بمستوى مناسب ومتطور ويواكب الأحداث الثقافية والتعليمية العالمية، وهل المدارس بتصاميم ومبان حديثة أو محدثة ومناهج دراسية يستفاد منها الطلاب في حياتهم المستقبلية العملية؟ الجواب: أعتقد ان التعليم بالكويت نوعا ما كذلك، ولكن النظام التعليمي والتربوي يحتاج الى الاهتمام والتطوير بما يتناسب مع حاجات السوق وخاصة مخرجاتها.
أما التوظيف، فأعتقد الشباب يريدون العمل مباشرة بعد تخرجهم سواء في الحكومة أو الخاص وبما يتناسب مع مؤهلاتهم العلمية فلا يريدون الانتظار سنة أو أكثر ويكونون عاطلين عن العمل وتحبط معنوياتهم ويصبحون عالة على عائلاتهم، فهل تم التخطيط السليم لهم بشكل يحقق هذه المطالب؟
والإسكان من متطلبات الحياة لهؤلاء الشباب بعد زواجهم، فهل بدل الإيجار يكفي أم يتم استنزاف رواتبهم على السكن قبل حصولهم على السكن الحكومي؟ وهل عند وصول دورهم في التوزيع الإسكاني يتم تسليمهم مساكن أو أراضي في مناطق جاهزة فيها البنية التحتية بحيث لا ينتظرون سنوات حتى يتحقق ذلك؟
وباختصار هل التعليم والتوظيف والإسكان والصحة لديهم خطط وبرامج تنفيذية للأجيال الحالية والقادمة بمستوى يضمن لهم حياة كريمة؟ هذا ما نأمله!