ضمن تجارب ناجحة ودراسات استشارية في القمة العالمية للحكومات التي انعقدت في دبي، قدمت شركة ماكينزي وكومباني الاستشارية ورقة عمل لتحفيز الابتكار في الحكومات، بهدف دفع عجلة النمو والتنمية الاقتصادية.
وتستند ورقة العمل هذه إلى 5 أركان رئيسية، هي: إمكانية الوصول الى التكنولوجيا، وتطلعات المواطنين، والمنافسة العالمية، والقيود المالية المتزايدة، وزيادة التحضر.
وهناك 3 طرق تمكن الحكومة من الابتكار لخدمة المواطنين بشكل أفضل، هي: تعزيز المنافسة المحلية لتحسين القدرة التنافسية العالمية، وتسخير المهارات والمعرفة والطاقة الكامنة في الدولة بأكملها، وتعزيز نقاط القوة والموارد الموجودة عوضا عن محاولة بناء أخرى جديدة من الصفر.
وإذا تحدثنا عن زيادة القدرة التنافسية للدولة عالميا من خلال رفع القدرة التنافسية المحلية، نجد ان هناك تجربة ناجحة لدولة جورجيا بعد أن كانت في المرتبة 137 من أصل 153 دولة في مؤشر الشفافية والأداء الحكومي المتميز، وأصبحت الآن تحتل المرتبة الثانية بعد فنلندا بأقل نسبة فساد في العالم.
ويأتي ذلك بعد أن أنشأت جورجيا 5 مراكز للنافذة الواحدة، نفذت من خلالها أكثر من 250 خدمة حكومية، حيث مكنت المواطنين من تسجيل أعمالهم خلال 4 أيام مقابل 29 دولارا، بعد أن كان الأمر يحتاج إلى شهر كاملا ورسوم «غير رسمية» تبلغ 150 دولارا.
وفيما يخص الاستفادة من مهارات المواطنين ومعارفهم وطاقاتهم، فيمكن للحكومات أن تحقق الكثير بأقل تكلفة، وذلك بالاستفادة من المصادر القيمة للمعلومات والعمل.
وفي مثال على ذلك موضوع السلامة العامة، حيث يمكن للحكومات أن تركب كاميرات في كل زاوية من الشارع، لكن توفير المعدات اللازمة وتحليل البيانات أمر مكلف.
وهناك العديد من المواطنين الذين يراقبون شوارعهم مجانا، وهم مستعدون للإبلاغ عن المخالفات المرورية وتخريب الممتلكات العامة وعن القمامة المتراكمة باستخدام الخطوط الساخنة وتطبيقات الجوال.
ففي إندونيسيا مثلا، يمكن للمواطن إرسال رسالة نصية للإبلاغ عن جسر بحاجة إلى صيانة، فتظهر الرسالة على موقع إلكتروني عام وتتبلغ الوزارة المعنية بالمشكلة، مما يجبرها على الاستجابة وتقديم رد علني بشأن القضية المعروضة وإجراء مساءلة حولها. وفي الإمارات العربية المتحدة، يمكن للمواطنين استخدام نظام قائم على تطبيق بتقنية عالية لرفع الصور وإبلاغ الشرطة عن المخالفات والحوادث المرورية.
أما بالنسبة لتعزيز نقاط القوة والموارد الموجودة، فيحرص عدد كبير من الحكومات على استغلال التكنولوجيا لتقديم خدمات أفضل بتكلفة أقل، وتساهم الحواسيب السريعة، وتحليلات البيانات الضخمة، وأجهزة الاستشعار المتطورة وتقوم بعض الدول الأخرى بالمزج بين الأساليب التقنية العالية والبسيطة لخدمة المستخدمين النهائيين.
ففي دبي، تشترك هيئة الطرق والمواصلات مع الإذاعة العربية لتحسين مستوى الأمان على الطرق من خلال تزويد جميع سيارات الأجرة في دبي بأجهزة استشعار تعمل على مراقبة السرعة وحساب المسافة التي تفصلها عن المركبات الأخرى.
فعندما يكتشف النظام عالي التقنية وجود خطر وشيك، يرسل إلى السائق رسالة صوتية من خلال الراديو بسيط التقنية لتخفيض سرعة المركبة.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com