عاد تداول البديل الاستراتيجي لسياسة الرواتب من جديد بعد غياب طويل وبناء على طلب اللجنة المالية والاقتصادية البرلمانية في مجلس الامة الكويتي، حيث قررت اللجنة استدعاء الشركة الاستشارية الأجنبية، لا أقول المصممة للمشروع، ولكن المعدلة لما تم إنجازه من قبل كفاءات كويتية خلال 2013 الى 2014 وبإشراف مجلس الخدمة المدنية، وسبب الاستدعاء هو طلب الشركة الاستشارية عدة بيانات، منها الجدول الزمني والمجاميع الوظيفية والتشريعات المطلوبة مما يعود بدراسة البديل الاستراتيجي للمربع الأول.
لذلك أعود وأذكر هنا أعضاء مجلس امة 2016 بأن البديل الاستراتيجي جاء بطلب من الحكومة بعد تأخرها في لجم الزيادات في الرواتب والبدلات غير العادلة لبعض الجهات الحكومية وموافقتها لها، مما سبب فروقات بين الرواتب في جميع الجهات الحكومية، وخاصة أن هناك تشابها وتوافقا بين طبيعة عمل ومؤهلات وظائفها، بالاضافة الى تضخم الباب الأول للمرتبات وضغوطات ومطالبات النقابات بعدالة تحديد الرواتب لجميع الجهات الحكومية.
وكنت قد كتبت مقالة عام 2010، اقترحت فيها على الحكومة حلا لمشكلة تضخم الرواتب وفروقات تحديد رواتب الوظائف الحكومية، عن طريق تطبيق نظام تقييم الوظائف، وتصميم جدول مرتبات واحد لجميع الجهات الحكومية الملحقة والمستقلة.
وهذا ما تم تبنيه في البديل الاستراتيجي عام 2013، حيث قمت مع مجموعة من الكفاءات الوطنية، وبتكليف من مجلس الخدمة المدنية، بتوصيف وتقييم جميع وظائف الجهات الحكومية، وتم تصميم جدول مرتبات واحد يعتمد على تحديد راتب لكل وظيفة حسب تقييم عناصرها بالنقاط، وهذا النظام مطبق منذ سنوات في بعض الجهات الحكومية ذات الميزانية المستقلة والقطاع النفطي ومعتمد عالمياً.
ولكن جاءت المفاجأة من وزارة المالية بعدها بتكليف شركة استشارية اجنبية للقيام بدراسة للبديل الاستراتيجي من جديد، فلماذا؟ وهل تم اعتماد الشركة في دراستهم على دراسة الكفاءات الوطنية وقامت بتعديل بسيط عليها وقدمتها للحكومة؟
والآن وبعد غياب منذ عام 2014 تأتي الشركة الاستشارية بطلب إعادة الدراسة من جديد وبطلب معلومات وبيانات، لتستمر بعدها كم سنة، الله أعلم، لتنتهي منها.
لذلك أنصح أعضاء مجلس الأمة، اذا تريدون تطبيق البديل الاستراتيجي وانتم جادون، فعليكم أولاً مراجعة تاريخية من البداية لمعرفة الأسس والأسباب والهدف من البديل الاستراتيجي، وأنصحكم بمراجعة ما كتبت في مقالاتي منذ 2010 حتى 2016 في جريدة «الأنباء» لتضعكم على الطريق الصحيح.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com