معظمنا ان لم يكن كلنا مر في حياته بظروف ومشاكل اسرية ومدرسية وفي العمل يتعرض للإحباط والفشل والتذمر، وكل هذه الظروف تسبب للإنسان امراضا نفسية وصحية وقد تغير من حياته وسلوكياته بين الأهل والأصدقاء وغالبا سلبية.
ان الانسان إحساس ومشاعر ومنهم القوي الشخصية الذي يتصدى لهذه الضغوط ويحاول التغلب عليها ولا تؤثر عليه ومنهم الضعيف الذي يتأثر بسهولة ويصيبه الإحباط والكآبة مما يجعله إنسانا سلبيا ويحتاج الى مراعاته وعلاجه وتشجيعه للتغلب على هذه الضغوطات.
وهنا يهمنا أن نركز على الموظفين الذين يعملون في بيئة عمل فيها من حجم العمل ونوعيته وطريقة أدائه ما يؤثر في شخصيته وسلوكياته وصحته. ومع الأسف هناك بعض شاغلي الوظائف القيادية والإشرافية لديهم موظفون كثر يعملون في اداراتهم وأقسامهم ولكن عندما يرون أن هناك موظفا/ موظفة مجتهدا وملتزما ويؤدي عمله بأمانة يقومون بالتركيز عليه ويكلفونه بأعمال فوق طاقته وقد يكلفه بأعمال أخرى والتي من المفترض ان يقوم بها موظفون آخرون، وبعض الأحيان يتأخر فوق ساعات العمل الرسمية وقد يأخذ العمل معه البيت لإكماله ومع هذا يتم تقييم أدائه مثله مثل الذي لم يؤد عمله ولم يلتزم ويتقاضى نفس الراتب وزيادة.
ان هذا الموظف/ الموظفة سيأتي يوم من الأيام وينهار ويتعب ويمرض وقد تتغير سلوكياته ويصل الى حد الكآبة والإحباط الذي سيؤثر على أدائه وإنتاجيته ولا يتحمل ضغوطات العمل وهنا يبدأ المسؤول في البحث عن موظف آخر للقيام بهذه الأعمال والتركيز عليه وتحصل نفس النتائج، وهكذا.
قد يتساءل قارئ المقالة: هل من الممكن أن يكون لدينا مثل هؤلاء القياديين والمشرفين؟ وهل من الممكن أن يكون لدينا مثل هؤلاء الموظفين الذين يتعرضون لضغوط في العمل وخاصة في القطاع الحكومي لأن الاعتقاد السائد أن ضغوطات العمل لا توجد في العمل الحكومي وإنما موجودة في الشركات والبنوك يعني القطاع الخاص؟ والجواب: لدينا في الحكومة موظفون يتعرضون لضغوط عمل ولدينا شاغلو وظائف قيادية وإشرافية يركزون على بعض الموظفين للقيام بحجم عمل اكثر مما يتحملون ولا يوفرون لهم بيئة عمل مناسبة ولا عدالة في الحوافز المادية والمعنوية، وبصفتي عملت مستشارا لأكثر من جهة حكومية وخاصة فقد رأيت ذلك يحصل في بعض الإدارات وخاصة التي تواجه جمهور المراجعين والذين يعملون في مكاتب الإدارة العليا مثل مكتب الوزير والوكيل.
ولذلك أقدم نصيحة لشاغلي الوظائف القيادية والإشرافية بأن يتم توزيع العمل بعدالة بين موظفيهم ومكافأة المجتهد والملتزم ومعاقبة غير الملتزم، وكذلك توفير بيئة عمل صالحة وصحية وأن يجتمعوا مع موظفيهم مرة في الأسبوع ومعرفة ظروفهم الأسرية والاجتماعية والصحية ومحاولة مساعدتهم وكذلك يقترح عليهم الخروج معا في رحلة داخل البلد والقيام بأنشطة رياضية واجتماعية وكذلك الاجتماع في مطعم لتناول الغداء أو العشاء معا وكل هذا ستحصد نتائجه بأداء وإنتاجية تحقق اهداف العمل بصورة متميزة وترفع من معنوياتهم وأدائهم.
www.kuwaiticonsultant.com / [email protected]