إن الباحثين عن عمل هم الذين يختارون الوظيفة سواء كانت مناسبة لهم أو لا فهذا اختيارهم وقرارهم وقد تكون أسباب القبول حتى ولم تكن مناسبة لهم حسب المؤهل الدراسي أو الراتب والحاجة المالية لوجود التزامات وهنالك من لا يقبل بالوظيفة لأن مكان العمل غير مناسب، أو الراتب قليل، ولذلك عندما يكون لدينا عدد من الباحثين عن عمل صار لهم فترة يتنظرون فرصا وظيفية ليس يعني أن هؤلاء اصبحوا ضمن البطالة لأن هذا اختيارهم وقرارهم.
وبهذه المناسبة، فقد كنت أتابع أخبار التوظيف والبطالة في الكويت منذ فترة وخاصة للخريجين الكويتيين من الجامعات والكليات الموجودة في الكويت وخارجها وفرص توظيفهم وهناك من يقول إن عندنا بطالة في الكويت، والبعض الآخر يقول لا توجد بطالة في الكويت، ومن هذا المنطلق أردت أن أبحث وأتأكد هل توجد أم لا توجد بطالة في الكويت بين الكويتيين، وقد تبين لي أن هنالك عددا من الخريجين الكويتيين قد تقدموا لطلب توظيفهم عن طريق ديوان الخدمة المدنية وجاء دورهم في الترشيح لوظائف لهم وقد قبل بعضهم ورفض الآخرون لماذا؟ هؤلاء رفضوا لأنهم يريدون جهة حكومية محددة وليس أي جهة أخرى، وبهذا اضاعوا من بين أيديهم فرصا وظيفية باختيارهم، وهذه تسمى بطالة اختيارية ولا تحسب ضمن نسبة البطالة الحقيقية وهنالك من سجل في برنامج إعادة هيكلة القوى العاملة للتوظيف في القطاع الخاص ونفس الشيء.
كتبت مرارا وفي أكثر من مقالة تم نشرها في الصحف المحلية والجرائد الالكترونية ومقابلات تلفزيونية عن أن عندنا مشكلة تخصصات دراسية فائضة عن الحاجة وغير مطلوبة في سوق العمل مازالت تخرّج الكثير من شبابنا الكويتيين ولم يتم وقفها أو تطويرها لتتناسب مع احتياجات سوق العمل ولذلك عندنا ضحايا هذه التخصصات الدراسية، وأقرب مثال عندما قرأت هذا الأسبوع خبرا في الصحف المحلية بأن القطاع النفطي توقف ولا يحتاج خريجي هندسة البترول لأن هنالك فائضا عن الحاجة، وما مصير من تخرج أين يتوظف؟ وكذلك يشتكي القطاع النفطي بأن خريج الهيئة العامة للتعليم التطبيقي تخصص مشغلي مصافي النفط ليسوا مناسبين ولا متأهلين حسب العمل المطلوب في مصافي النفط.
يعني عندنا مشكلة في مخرجات التعليم صار لها سنوات وعندنا مشكلة في جودة التعليم وكذلك في التخطيط للقوى العاملة المطلوبة وهنا نناشد الحكومة ومجلس الأمة الاهتمام بهذه القضية ووضعها ضمن الاولويات حتى لا يزيد عدد ضحايا البطالة من شبابنا الكويتيين والله الموفق.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com